ربطت أستاذة العلوم السياسية المصرية د. هبة البشبيشي مستقبل السلطة الفلسطينية بتحقيق الوحدة الوطنية، مؤكدة أنه يتعين على السلطة إعادة حساباتها بشأن الإجراءات العقابية التي تفرضها على قطاع غزة.
وقالت البشبيشي لصحيفة "فلسطين"، أمس: المستفيد من المشكلات في الوضع الفلسطيني هو "العدو"، في إشارة إلى (إسرائيل)، مضيفة في الوقت نفسه: "لكن الناس التي تحقق استفادة مباشرة من وجودها في السلطة الفلسطينية أيضًا مستفيدة من الصراع الداخلي الفلسطيني.
ودعت البشبيشي إلى الصراحة ومواجهة الحقيقة، قائلة: الصراع الفلسطيني الداخلي يحتاج إلى فهم كبير جدا وبحث عن المستفيد من تغذيته وعدم تنفيذ اتفاقات المصالحة على أرض الواقع، وتراجع المجتمع الفلسطيني إلى مرحلة البحث عن تأمين المأكل والمشرب فيما يمثل "مأساة إنسانية".
وحذرت من أثر ذلك على الشعب الفلسطيني الذي وصفته بشعب الجبارين.
وأضافت البشبيشي أنه إذا كان رئيس السلطة محمود عباس يفكر فعلا في استمرار دعم فلسطين على مستوى العالم ووجود القضية الفلسطينية، عليه أن يحقق الوحدة للشعب الفلسطيني.
وبشأن الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة على القطاع منذ مارس/آذار 2017، بيّنت أن استخدام أي دولة أو سلطة في العالم أحد أذرعها سواء كان إجراءات قضائية أو سلطة تنفيذية أو قوة شرطية لا بد أن يكون لمصلحة المواطن وليس لتهديده، لأن الدول لا تقام لتهديد المواطنين بل لحمايتهم ورعايتهم وهذا شرط ضروري في العقد الاجتماعي.
ووصفت إجراءات السلطة التي تمس رواتب موظفيها في غزة وقطاعات حيوية أخرى، بأنها "شيء خارج عن العقل"، داعية السلطة إلى التوقف للمراجعة وإعادة الحسابات.
وقالت أستاذة العلوم السياسية: القضية الفلسطينية في حالها اليوم متجمدة ومتراجعة وخسرت كثيرا من تأييد المجتمع الدولي، لافتة إلى أن (إسرائيل) تمد "أذرعا خلفية" لبعض الدول العربية.
وتساءلت: "أين وجود عباس في القضية الفلسطينية وشرحه للمفاهيم الخاصة بالأمن الداخلي للمواطن الفلسطيني؟ أين قدرته في الضغط في موضوع التنسيق الأمني مع (إسرائيل)؟".
وبيّنت أن بإمكان عباس ما وصفته بـ"مساومة" (إسرائيل) على أمن الإسرائيليين.
ولفتت إلى أن نتنياهو يعمل على التمدد في علاقاته الخارجية، ويستغل "تجمد" عملية التسوية مع السلطة لمصلحة "شعبيته" في مجتمعه وتسويق نفسه على أنه "حامي الأمن الإسرائيلي".
وحذرت من أن سعي (إسرائيل) لمد علاقات مع الدول الإفريقية والعربية وإيجاد محيط وإقليم جديد يستدعي الانتباه لكونه يصب في اتجاه ضد مصلحة القضية الفلسطينية.
وأكدت وجود قصور في إدارة عباس، وأن لديه مشكلة كبيرة جدا في علاقاته الخارجية.
وقالت البشبيشي: إن علاقات عباس الخارجية "شبه منغلقة" وهو مكتفي "بالحلفاء التاريخيين"، لكن من المفروض أن يسعى للتوسع في العلاقات ويقدم للعالم مفهوم القضية الفلسطينية بعدما اختزلت من وصفها "الصراع العربي الإسرائيلي" إلى "القضية الفلسطينية".
وأكملت بأنه يجب مقابلة الخطوات الإسرائيلية بأخرى فلسطينية، مبينة أن الفلسطينيين يتمتعون بالكفاءة والحق.