يواجه الإنسان في حياته الكثير من المواقف التي تحتاج منه إلى أن يأخذ قرارات حاسمة من أجلها، خاصة تلك التي تحتاج إلى إنجاز الأعمال، فيجد الإنسان نفسه إما أن يقوم بهذا العمل بمفرده أو بمشاركة الجماعة.
خبير التنمية البشرية د. مؤمن عبد الواحد أكد أن العمل الفردي أو الجماعي لكل منهما مميزاته وعيوبه، والقرار في البدء بالعمل بأي طريقة منهما يعود للشخص ذاته، ولطبيعة العمل الذي سيقوم به.
وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "المدرسة اليابانية في مجملها تشجع العمل الجماعي وتدعو له وتدرسه للأطفال منذ الصغر، على عكس المدرسة الأمريكية التي تشجع وتميل لدعم وإظهار الفروق الفردية للأفراد، ضمن منهجية عامة للعمل في إطار الجماعة".
وأضاف عبد الواحد: إن "المدرستين مختلفتان ولكل منهما ما يميزه وأسلوبه الخاص، أما في المجتمع العربي المسلم فنحن نميل للعمل الجماعي، ولكن يُفضل العمل الجماعي مع إظهار الميول الفردية وفرزها وإبراز المواهب وصقلها، وذلك حتى لا يذوب الفرد مع الجماعة كما يذوب الخطأ، وكي لا تذوب الرغبة في تطوير الذات وإلغاء الدافع الشخصي لتطوير الذات".
وبين أن العمل الجماعي يمكن أن يكون مميزًا في القضايا العامة وفي المشاريع التي تحتاج إلى إنتاج كبير وكثير، ولكن رغم مميزات العمل الجماعي فإنه ليس الأفضل على الإطلاق، ففي العمل الجماعي يجب أن يُسمح للأفراد بالتفوق والإبراز في المجال الذي يتفوقون فيه.
ولفت عبد الواحد إلى أن من يريد العمل بمفرده عليه أن يتحلى بالجرأة ويغلب الخوف الذي بداخله، وأن يكون لديه القناعة بأنه قادر على اتمام أي عمل في المجال الذي يبرع به دون أي مشاكل.
وذكر أنه في حال احتار الشخص في البدء بمشروعه الخاص وحده أو بمشاركة أحد آخر، فعليه دراسة هذا الأمر من عدة زوايا، ومنها أنه إذا كان إضافة أشخاص له مكملين لمشروعه وسيساهمون في انجاح العمل فيجب إضافتهم أما إذا كان إضافة هؤلاء الأشخاص سيعيقون العمل وربما يجرونه للفشل فيجب الابتعاد عنهم وتجنبهم.
ونصح عبد الواحد بالابتعاد عن التعاون والشراكة مع شخص يكون صورة طبق الأصل من الشخص نفسه صاحب المشروع، مشدداً على أن أي إضافة يجب أن تكون للتكامل وليس للتكرار.
ونبه إلى أن العمل الفردي له ميزة عالية وهي توظيف القدرات الشخصية كاملة، لأن الشخص يعتمد على ذاته في حل كل الأزمات التي يواجهها، بحيث يصبح قادرًا على اتخاذ القرارات وتوظيف قدراته واستخدامها، وإبراز الفروق الفردية لديه التي يبرع بها.
وأردف عبد الواحد: "كما أن العمل الفردي يزيد من قدرة الشخص على تحمل المسؤولية بشكل قوي لأن المسؤولية الأولى والأخيرة والنتيجة الأخيرة لعذابات الطريق التي سيسير بها سيتحملها هو وحده".
وأشار إلى أنه لا يوجد في العمل الفردي مبررات للفشل أو لوم الآخرين عليه، فالشخص هو العنوان والبداية والنهاية، حيث إن الشماعة مكسورة في العمل الفردي على عكس العمل الجماعي حيث يسهل إلقاء الملامة على بعض الأفراد الشركاء في العمل.