لم يستطع أن يستمع أكثر لآهات شعبه وأوجاعه، فأولًا وأخيرًا الطب قبل أن يكون مهنة فهو خدمة إنسانية، ولا يمكن للطبيب أن يتجرد من مشاعره وأحاسيسه أمام ما يحدث لأبناء شعبه، فالصحة أهم تاج في الحياة، ومن دونها يضيع الإنسان، فمع تردي الأوضاع الاقتصادية وصعوبة الذهاب إلى العيادات الخاصة للأطباء، قرر فتح عيادته الخاصة بالنساء والولادة للعلاج والكشف المجاني كمبادرة منه بعنوان "صفية".
د. نبيل الهور اختصاصي نساء وولادة، قال: "ما دفعني نحو عمل المبادرة كنوع من التكافل بين أبناء الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أن الناس تستهجن عمل الخير من قبل البعض، فأي عمل خير يكون لوجه الله، ولا أريد منهم جزاءً ولا شكورًا".
وأضاف: "وفي عيادتي الخاصة في النصيرات تتكرر الحالات الصعبة والتي تحتاج إلى رعاية مستمرة، وتأتي حالات متابعة في العيادة منذ سنوات ومدة طويلة وليس بحوزتها مال لدفع الكشفية".
وأوضح د. الهور أنه قبل التفكير بإطلاق الحملة، بدأها على نطاق ضيق تختص بعائلته، ومن ثم وسّعها، كما أنه لم يستطِع رؤية ملامح الإحراج على وجود المراجعين لعدم امتلاكهم ثمن الصورة والكشفية.
وأشار إلى أن حملة "صفية" سيتم إطلاقها مع بداية شهر مارس القادم، وستستمر إلى أن يشاء الله، فهي ليست محدودة بوقت أو زمن، ووسع نطاق عملها بحيث تشمل مجالات أخرى كصيدلي وطبيب آخر وأسنان، وأصحاب المختبرات والتمريض، والأشعة وغيرها.
وبين د. الهور أن كل واحد منهم سيقدم خدماته بما يتناسب معه، فمثلًا الصيدلي لا يمكن أن يبيع الدواء بالمجان، وكذلك صاحب المختبر الذي يحتاج إلى مواد من أجل التحاليل والتعقيم، أما الممرضون فعرضوا تقديم خدمات تمريضية مجانًا لمرضى، والذهاب إلى بيوتهم وتغيير الضمادات.
وأطلق اسم "صفية" على المبادرة تيمنًا باسم والدته المتوفاة، التي كانت تتمنى دائمًا أن يصبح ابنها طبيبًا ويعالج الناس بالمجان، إضافة لدعم صمود شعبه في وجه الحصار الذي ينهش الأخضر واليابس.
