انتشرت في المدة الأخيرة ما تُسمى "الاختبارات الشخصية" المجهولة المصدر عبر منصة التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، بطرح أسئلة تتطرق إلى المعلومات الشخصية للمستخدمين، تحت ادعاء اكتشاف الأسرار الكامنة في شخصياتهم.
ومما ظهر جليًّا أن مستخدمي (فيس بوك) يتفاعلون كثيرًا مع هذه الاختبارات، رغم عدم معرفتهم مصدرها الرسمي، ودون الوعي الكامل بالمخاطر الكامنة التي قد تلحق الضرر بهم، على المديين البعيد أو القريب.
ويحذر خبراء في الإعلام الجديد مستخدمي (فيس بوك) من التعامل مع هذه التطبيقات، لكونها تشكّل تهديدًا خطيرًا من الناحية الأمنية، أو من ناحية التعرف إلى المعلومات الشخصية، وقد يصل الأمر إلى الابتزاز الإلكتروني.
خبير التقنية وأمن المعلومات أشرف مشتهى ينبّه إلى أن هذه الاختبارات هي عبارة عن "تطبيقات"، كما أي تطبيق يثبت على (فيس بوك)، تطلب من المستخدم صلاحيات محددة ومعينة.
ويوضح مشتهى لصحيفة "فلسطين" أن منشأ هذه الاختبارات ليس (فيس بوك)، إنما هي إحدى الخدمات التي تقدمها مواقع إلكترونية مختلفة، مشيرًا إلى أن ما يحصل فعليًّا هو مشاركة النتيجة النهائية لتلك الأسئلة على الحساب الشخصي لمستخدمي (فيس بوك).
ويقول: "التهديد الناجم عن استخدام تلك الاختبارات لا ينحصر في الأسئلة التي تطرحها أساسًا، فتلك الأسئلة ما هي إلا للتسلية فضلًا عن أنها غير واقعية، لأن نتائجها دائمًا إيجابية تدغدغ مشاعر المستخدم".
ويستدرك: "لكن الخطر الحقيقي هو المواقع الإلكترونية نفسها التي تقدم تلك الأسئلة؛ فقد تكون تلك المواقع ملغومة بالبرامج الضارة التي ستلحق الضرر بجهاز المستخدم، وبذلك ستشكل خطرًا على معلومات وملفات المستخدم الموجودة على جهازه".
ويضيف مشتهى: "الهدف منها تحديد شخصية ذلك المستخدم الذي يجيب عن تلك الأسئلة، ليحلل شخصيته اختصاصيون نفسيون مختصون في هذا المجال، لتحديد مواطن ونقاط الضعف الكامنة فيه، ثم استغلالها في سبيل الحصول على معلومات".
الارتباط مع الاحتلال
ويتفق مع ذلك استشاري الإعلام الجديد سلطان ناصر، الذي يؤكد أن هذه التطبيقات هي من صنع مستخدمين مجهولي المصدر، فقد يتبعون لجهات أمنية أو ثقافية، أو غير ذلك.
ويبيّن ناصر خلال حديثه إلى "فلسطين" أنه بمجرد ضغط المستخدمين على هذه التطبيقات ستسمح بالدخول إلى المعلومات الشخصية لهم.
ويوضح أن الخطر الأبرز على مستخدمي (فيس بوك) من فلسطين، لاسيّما مع وجود الاحتلال، لكونها تسمح بالوصول إلى المعلومات الشخصية للمستخدم مباشرة والمُحيطين به أيضًا، منبّهًا إلى أن بعض التطبيقات من تصميم مخابرات الاحتلال.
ويُشير إلى أن هذه التطبيقات تنشط مع بداية العام أو نهايته، أو عند حدوث مناسبات مُعينة، كونها مرتبطة بتوقعات متعلقة بشخصية المستخدم، لافتًا إلى أن أكثر فئة مستهدفة هي الشباب.
ويعد ناصر انتشار هذه التطبيقات واستهداف الشباب "مؤشرًا خطيرًا"، مضيفًا: "ليس من الضروري حدوث المخاطر في حينها، إنما قد تقع على المستخدم تدريجًا، وقد يصل الأمر إلى الابتزاز".
ويحذر المختصان جميع مستخدمي (فيس بوك) من استخدام هذه التطبيقات المشبوهة، خاصة أنها لا تُقدم أي منفعة لهم، داعين إياهم لعدم تفعيل أو تثبيت أي تطبيقات مجهولة على صفحاتهم الشخصية.
وينصحان هؤلاء المستخدمين باللجوء إلى المختصين حال وقوعهم في أي مشكلة، أو حدوث أمر غريب معهم، لتطويقها وإيجاد الحلول المناسبة لها.