قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، إن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي حولوا قنابل الغاز المسيلة للدموع إلى سلاح قاتل، أدى لاستشهاد العديد من الأطفال.
ووثقت الحركة في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، استشهاد خمسة أطفال في قطاع غزة جراء إصابتهم بقنابل الغاز الإسرائيلية، منذ عام 2018 وحتى اليوم، عدا عن إصابة العديد بجروح بسبب هذه القنابل.
وسردت الحركة العديد من الشواهد لأطفال لا يزالون يعيشون تضررًا من تلك الحوادث من بينهم الفتى حسن نوفل (16 عاما).
وأوضحت أن نوفل توجه في مساء 8 فبراير/ شباط الجاري، ضمن مجموعة من المواطنين، إلى منطقة السياج الأمني شرق مخيم البريج بالمحافظة الوسطى، للمشاركة في المسيرات، وأثناء تواجده على مسافة تقدر بـ150 مترا من السياج الفاصل، أطلق أحد جنود الاحتلال عددا من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين، أصابت إحداها حسن بصورة مباشرة في الجهة اليمنى من رأسه.
وأوضحت أن الإصابة تسببت تهشما كبيرا في جمجمة "نوفل" وأضرارا بالغة بالدماغ، خضع على إثرها لعملية جراحية عاجلة، ومكث في غرفة العناية المكثفة بحالة حرجة جدا، ليعلن عن استشهاده في 12 من الشهر ذاته متأثرا بجروحه.
وأكدت أن حسن ليس الأول الذي يستشهد بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع التي تطلقها قوات الاحتلال بصورة مباشرة صوب المتظاهرين، ففي 11 يناير/ كانون ثان الماضي، أصابت قوات الاحتلال الطفل عبد الرؤوف إسماعيل محمد صالحة (13 عاما) بقنبلة غاز برأسه خلال مشاركته في المسيرة الأسبوعية شرق بلدة جباليا، ما تسبب بكسور في جمجمته، ليعلن عن استشهاده في 14 من الشهر ذاته متأثرا بإصابته.
وكذلك، الطفل جمال عبد الهادي عفانة (15 عاما) من رفح، أصيب هو أيضا بقنبلة غاز في رأسه من الخلف خلال مشاركته في مسيرة شرق مدينة رفح، في 11 مايو/ أيار 2018.
وذكرت الحركة أن التقارير الطبية للطفل عفانة تفيد بإصابته بجرح قطعي في فروة الرأس، ونزيف بين أغشية الدماغ، وتلف في خلايا جذع الدماغ، وأعلن عن استشهاده مساء اليوم التالي متأثرا بإصابته.
كما أشارت إلى أن الطفل عزام عويضة (15 عاما) أصيب في 27 إبريل/ نيسان 2018، بقنبلة غاز في رأسه (فوق الأذن اليمنى) خلال مشاركته في مسيرة شرق مدينة خان يونس، تسببت بكسور في الجمجمة وتهتكا في الدماغ، ليعلن عن استشهاده في اليوم التالي.
كما استشهد الطفل أحمد أبو حبل (15 عاما) من بيت لاهيا، في الثالث من أكتوبر/ تشرين أول 2018، جراء إصابته بقنبلة غاز بشكل مباشر في رأسه من الأمام.
ووفق تقرير المستشفى الأندونيسي الذي نقل إليه "أبو حبل"، فقد وصلهم جثة هامدة جراء وجود كسر في مقدمة الجمجمة وخروج نسيج الدماغ.
أما الطفل صهيب عماد عمري (12 عاما) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فأمامه رحلة علاج طويلة جراء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع في فخذه الأيسر، في الأول من شهر فبراير/ شباط الجاري، خلال مشاركته في مسيرة شرق جباليا.
وقال الطفل عمري، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه كان مختبئا داخل حفرة تبعد عن السياج الفاصل حوالي سبعة أمتار، عندما اقترب منه جندي وصوب سلاحه نحوه بصورة مباشرة، قبل أن يطلق قنبلة غاز أصابته في فخذه الأيسر.
وأضاف: "لقد رأيت الغاز يخرج من فخذي، وفي الوقت نفسه لم أكن أشعر بأي شيء، فحضر مجموعة من الشبان وأخرجوني بصعوبة من المكان بسبب رائحة الغاز وإطلاق الرصاص صوبهم من قبل جنود الاحتلال، حتى أن أحدهم أصيب بعيار ناري متفجر في قدمه".
وخضع الطفل عمري إلى عملية جراحية لاستخراج القنبلة من فخذه، وإزالة الأنسجة المحترقة جراء الإصابة، فيما أخبر الطبيب المعالج عائلته أنه بحاجة إلى فترة علاج قد تستمر إلى عام كامل.
واليوم لا يستطيع الطفل عمري المشي في المنزل إلا باستخدام العكازات، كما لم يستطع الذهاب إلى المدرسة بفعل الإصابة، ما حدا بوالده لإبلاغ المدرسة أنه لن يستطيع الدوام خلال الفصل الدراسي الثاني، وفق إفادته.
ويقول الطفل: "أهم شيء أن أعود للحركة كالسابق (...) الجندي الذي أصابني كان قريبا مني ورآني مختبئا في الحفرة، لكنه قام بقنصي بقنبلة غاز وكأنها رصاصة".
وشدد الحركة على أن تعمد جنود الاحتلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع صوب الأجزاء العليا من الجسد، يعد مخالفة واضحة وصريحة لتعليمات جيش الاحتلال نفسه الخاصة باستعمال هذه الوسائل التي من المفترض أن تكون سلاحا "غير فتاك" لتفريق التظاهرات.