فلسطين أون لاين

​الضرب بالضرب والأيام دول

"أوشرات كوتلير" صحفيّة إسرائيلية في القناة العبرية 13. كوتلير وصفت الجيش الإسرائيلي بأنه جيش يحتل الضفة الغربية. ووصفت أفراد الجيش بالوحوش البشرية. وقالت للإسرائيليين على الهواء مباشرة: "ترسلون أولادكم للخدمة في الجيش في الضفة الغربية، ويعودون لكم وحوشًا بشرية، هذه هي النتيجة الحتمية للاحتلال".

صدقت كوتلير، وأوجزت في سرد القصة. إن ما قالته قليل من كثير مما يمكن أن يقال في جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يبالي بكرامة الإنسان الفلسطيني، ويعتدي عليه بالضرب والتحقير بلا سبب، ويمارس ضده الاعتقال الإداري والتعذيب، وهو لا يملك ضده تهمة محددة. الجيش الذي تفتخر به (إسرائيل)، وتمتدح أخلاقياته وإنسانيته، كشفت عورته وعيوبه الصحفية كوتلير حين قالت فيهم أنهم وحوش بشرية؟!

ما قالته الصحفيّة الإسرائيلية كان تعليقًا منها على اعتداء كتيبة من الجيش على خمسة من المعتقلين الفلسطينيين بالضرب المبرح وهم مقيدون داخل أحد مراكز الاعتقال؟! ويبدو أن الصحفيّة ليست مطلعة أيضا على التعذيب الذي يجري في (المسلخ) للمعتقلين الفلسطينيين، ويبدو أنها لا تتابع بشكل جيد عمليات الانتقام غير الإنساني بهدم بيوت العوائل الفلسطينية لأن أولادهم قاوموا الاحتلال الوحشي طلبا للحرية، التي طالب بها اليهودي يومًا ما حين قاوموا النازية، وقاوموا بريطانيا؟!

الغريب أن القناة 13 تبرأت من مسئولية ما قالته كوتلير، وقالت إنه يمثل رأيها الشخصي، وليس رأي القناة؟! وطالب نفتالي بنيت بتقديمها للقضاء؟! وطالب عضو الكنيست عوديد فورير بفصلها من العمل، وأدان نتنياهو أقوالها، وقال: إنه فخور بالجنود وبأفعالهم. وقال يعلون: إن استخدم القوة ضد الفلسطينيين ضرورة لا مفر منها؟!

هذه هي (إسرائيل) دولة الاحتلال، ودولة العنف، ودولة إهانة الإنسان وتحقيره، والنيل المباشر من كرامته بالضرب المبرح لأنه فلسطيني، وهذه (إسرائيل) الدولة العنصرية، التي تمنع حرية الرأي، وتطالب بفصل الموظفة الإسرائيلية من عملها لأنها انتقدت الجيش لأعماله القذرة. وهنا أود أن أذكّر هؤلاء الذين انتقدوا تصريح كوتلير بأن الأرجون قررت في عام 1946م ضرب ضباط الجيش البريطاني ثماني عشرة جلدة لكل ضابط لأن المحكمة البريطانية قضت بضرب معتقلين من الأرجون ثماني عشرة جلدة، إلى جانب السجن، فاعتبرت أرجون هذا الضرب إهانة وانتهاكًا لكرامة اليهود، وقال بيغن يومها (الضرب بالضرب)، حتى تكف بريطانيا عن هذه العقوبة المهينة. وهنا أسأل هؤلاء العنصريين لماذا تحلون ما حرمتموه؟! أليس الفلسطيني صاحب كرامة، أم أنكم لا تجدون من يضربكم انتقامًا من عدوانكم؟! الأيام دول، وإن غدًا لناظره قريب.