يتبجح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مشاركته في القمة التي انعقدت الأربعاء والخميس الماضيين في العاصمة البولندية "وارسو"، وهو يعلن عن وجود دول عربية تقيم علاقات متقدمة وعلنية مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنه يقود تحالفات بالمنطقة ضد إيران و(الإرهاب) الذي يقصد به حسب مراقبين المقاومة الفلسطينية.
يجلس نتنياهو بجانب وزير الخارجية اليمني، ويلتقي وزراء الخارجية العرب على هامش المؤتمر، مشهد مراد له أن تختلط الأوراق بأن يصبح عدو الأمس صديق اليوم، كي يتخلى العرب عن ثوابتهم التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، بخلق عدو جديد بالمنطقة وهو إيران، فهل أصبح تبييض صورة نتنياهو ثمناً يدفعه أولئك الحكام المطبعون للبقاء على العروش؟ وإلى ماذا تمهد مخرجات المؤتمر؟
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة تأكيده أن علاقات دبلوماسية ستقوم بين بلاده و(إسرائيل).
ونسبت الإذاعة إلى الوزير البحريني قوله على هامش مؤتمر وارسو: إن "اختراقا" سيحدث في علاقات الجانبين عندما يحين الموعد المناسب، لكنه سيتحقق في نهاية المطاف.
مؤتمر "ميت"
يقول النائب الأردني منصور مراد: "إن مؤتمر وارسو ولد ميتا، لأن الدول القوية كألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأخرى لم تشارك به، وكان التمثيل الأوروبي من كبار الشخصيات بالحد الأدنى".
وأضاف مراد لصحيفة "فلسطين" حول جلوس وزير الخارجية اليمني بجانب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر: "اعتقد أن هناك ترتيبا منسقا وتخطيطا لكل ما جرى بالأمس، وذلك في إطار التمهيد لتبييض صورة نتنياهو".
واعتبرحضور رئيس حكومة الاحتلال بأنه رسائل سياسية وكي يعطي انطباعا للعالم أن العرب أصبحوا أصدقاء، وأن إيران هي العدو المشترك، وهذا جزء من مخطط كبير نحو هرولة العرب للتطبيع مع الاحتلال وتنفيذ صفقة القرن.
ويعتقد النائب الأردني أن حضور الأنظمة العربية القوية والقادرة على الدعم، أعطى موافقة على تنفيذ صفقة القرن، فيما يتواصل الحصار الإسرائيلي على غزة ويواصل الاحتلال اعتداءاته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا ذلك خيانة لتضحيات الفلسطينيين.
إلا أنه يؤكد بأن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يصبح صديقاً في المنطقة وأن تتغير المعادلات حسب الرؤية الأمريكية والإسرائيلية في ظل وعي الشعوب العربية.
وبين مراد أن الحضور العربي "أعطى ورقة ونفسا انتخابيا لنتنياهو، وقوة معنوية للإسرائيليين لرفع الحالة الهابطة لديهم بعد الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، وفي ظل تطور قوى المقاومة الفلسطينية التي أصبحت تشيد بإيران، والهدف من ذلك هو توجيه رسالة تفيد بأنه لا يوجد صانع إرهاب في المنطقة سوى إيران وحلفائها".
توسيع التمدد
النائب في البرلمان الجزائري ناصر حمدادوش قال لصحيفة "فلسطين": "إن أجندة مؤتمر "وارسو" معروفة من خلال محاولة توسيع التمدد الصهيوني وإحداث اختراق كبير لدى الدول العربية، بتصفية القضية الفلسطينية وتوسيع دائرة التطبيع، والقضاء على الثوابت والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ورسم الخارطة الجديدة في المنطقة بتنفيذ صفقة القرن وتجيير كل الأنظمة وحشد كل القوى الدولية في هذا الاتجاه".
واعتبر حمدادوش أن كل من حضر المؤتمر لا يمثل الدول العربية، ويمثل نوعا من أنواع الخيانة للثوابت العربية، مشدداً على ضرورة الوقوف ضد المد الإسرائيلي بكل قوة.
وأشار إلى أن المؤتمر يحاول تنفيذ خطوات متسارعة نحو فرض أمر واقع بالتطبيع العلني مع الاحتلال وتوسيعه، والذهاب بعيدا لتنفيذ "صفقة القرن".