هل نجح اجتماع وارسو في تدشين أهدافه؟! وهل نجح اجتماع موسكو للفصائل الفلسطينية في الاقتراب من أهدافه؟!
الاجتماعان متزامنان، والأهداف متباينة، والنتائج مختلفة، ومع ذلك فإن الخاسر الوحيد في الاجتماعين هو القضية الفلسطينية، والكاسب الأول من الاجتماعين هو (إسرائيل) دون غيرها.
اجتماع وارسو (للأمن والسلام في الشرق الأوسط)، انتهى باتفاق المجتمعين على مواجهة إيران، وربما أسفر عن تحالف خليجي إسرائيلي في هذه المواجهة، والكاسب الأول من هذا المنتج (إسرائيل؟!). وأسفر عن تطبيع عربي خليجي مع (إسرائيل)، سواء في غرفة الطعام المشتركة مع نتنياهو، أو في جلوس نتنياهو بجوار وزير خارجية اليمن، أو في زيارة العرب لنتنياهو في مقر إقامته، أو في التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية البحرين عن تبادل الزيارت والسفراء لاحقا.
في ضوء ما تقدم يمكن القول: إن الاجتماع حقق أهدافه التي وضعتها أميركا (وإسرائيل) على أفضل وجه ممكن. أما اجتماع موسكو الذي ضم الفصائل الفلسطينية المختلفة تحت الرعاية الروسية فكل التصريحات المسئولة، وتحليلات الخبراء، تتحدث عن فشل الاجتماع في الاقتراب من أهدافه، حيث لم توقع الفصائل الكبيرة (حماس، والجهاد، والشعبية) على البيان الختامي، لأسباب لم تتضح كثيرا حتى الآن، وإن كان عزام الأحمد شخصيا سببا كافيا للفشل، وإن كانت تهديداته، وأنانيته، والتعليمات التي يحملها سببا آخر للفشل.
المهم أن الفشل المعقد هو أهم مخرجات اجتماع موسكو رغم أن المجتمعين معا يحملون الجنسية الفلسطينية، ويعالجون القضية الفلسطينية دون غيرها؟! أليس معيبا أن يفشل أبناء الوطن الواحد، والدين الواحد، والقضية الواحدة، في التفاهم على قواسم مشتركة بحدها الأدنى، بينما ينجح اليهود، والخليج، وهم من أديان مختلفة، وجنسية مختلفة، وأصحاب قضايا مختلفة، في التفاهم على قواسم مشتركة من تطبيع العلاقات، ومواجهة ما يسمونه بأخطار إيران في المنطقة؟!
أصحاب القضية الواحدة مختلفون، لأنهم في الأساس شركاء متشاكسون، وإخوة أعداء، بينما أصحاب القضايا المختلفة هم سَلَم لرجل واحد، هو أميركا، يوجههم بما يريد فيتوجهون أفضل مما يريد. هكذا هو الواقع ونحن نراقبه في موسكو وفي وارسو؟! فمن لهذا الواقع المرّ ؟!