فلسطين أون لاين

​الضغط على الاحتلال.. مطلب رئيس مُلقى على عاتق ملادينوف

...
مماطلة الاحتلال قد تؤدي إلى تصعيد وقد يدفع في النهاية إلى معركة
القاهرة-غزة/نبيل سنونو:

أمام تلكؤ سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ تفاهمات رفع الحصار عن قطاع غزة، تتجه الأنظار إلى الدور الذي يمكن أن يؤديه منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في سبيل إلزام (إسرائيل).

وبينما يقول المحلل السياسي مصطفى الصواف: إن الأمر الأهم الذي يجب أن يؤديه ملادينوف هو الضغط على الاحتلال وإجباره على رفع الحصار، يوضح المفكر المصري محمد عصمت سيف الدولة أن لـ(إسرائيل) شرط وحيد لتثبيت وقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة في غزة، وهو اعتراف قيادة الأخيرة بها وباتفاق أوسلو.

وتستمر (إسرائيل) في تقييد قدرة الفلسطينيين على التنقل من وإلى القطاع الذي تحاصره منذ 13 سنة، كما أنها تنصلت من تفاهمات متعلقة بكسر الحصار، منها انتظام إدخال منحة مالية قطرية لقطاع غزة وإلغاء تقليص مساحات الصيد أمام الصيادين الغزيين.

ويوضح الصواف لصحيفة "فلسطين" أن التفاهمات التي أسفرت عنها الجهود الإقليمية والأممية لرفع الحصار عن القطاع أخل بها الاحتلال الإسرائيلي، ولم ينفذ منها إلا القليل وهو ما أصاب المواطن الفلسطيني بنوع من "الثورة".

ويتوقع الصواف أن تعود مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية إلى ما كانت عليه عند بدايتها في استخدام أدواتها كالبلالين الحارقة وإشعال الإطارات وإبداعات فلسطينية أخرى، ما لم يستدرك الوسطاء الأمر بالضغط على الاحتلال لتنفيذ ما تم التوافق عليه.

وفي الأيام الأخيرة استأنفت مجموعة من المتظاهرين في قطاع غزة، فعاليات الإرباك الليلي شرقي مدينة غزة وبلدة خزاعة جنوبي القطاع بعد أن علقت فعالياتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويقول المحلل السياسي: إن الوسطاء حاولوا إلزام الاحتلال، لكن الأخير بعنجهيته وغطرسته يريد أن يماطل وألا يدفع أثمانا لم تم التوافق عليه.

ويحذر من أن مماطلة الاحتلال قد تؤدي إلى "تصعيد وقد يدفع في النهاية إلى معركة بين الطرفين".

ويرى الصواف أن لدى ملادينوف أدوات يمكن أن يستخدمها للضغط على الاحتلال بمساعدة الوسطاء، لافتا إلى أن بإمكان الأمم المتحدة فرض إجراءات على (إسرائيل) لعدم التزامها بما تم التوافق عليه، ويمكن اللجوء لمجلس الأمن والفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وكل ذلك سيجرد الاحتلال كثيرا.

وينبه إلى أن الاحتلال الآن يمر بمرحلة انتخابية ويحتاج حالة من الهدوء، ولذلك عليه أن يلتزم بالتفاهمات.

ويشير إلى أن الاحتلال يريد الهدوء وعليه أن يدفع ثمن ذلك، وقطاع غزة يريد رفع الحصار.

وأول من أمس، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية: إن حالة غضب تسود أوساط الشعب الفلسطيني وفصائله من استمرار تلكؤ الاحتلال الإسرائيلي ومماطلته في تنفيذ الالتزامات التي تمت سابقا، حاثا ملادينوف خلال اتصال هاتفي أجراه هنية به، على بذل المزيد من الجهود بالتنسيق مع الجهات المعنية إقليميا ودوليا.

"روح مسيرات العودة"

من جهته، يقول سيف الدولة: في تصوري هناك شرط وحيد يمكن أن يحقق تثبيتا لوقف إطلاق النار قابلا للاستمرار، بين (إسرائيل) وفصائل المقاومة في غزة، وهو اعتراف الأخيرة بـ"أوسلو والدخول في نادي التسوية"؛ وفق وصفه.

ويضيف المفكر المصري لصحيفة "فلسطين": إذا لم يتحقق هذا الشرط وظلت غزة تقاوم وترفض الاعتراف وأن تلقي سلاحها فإنه سيكون هناك استمرار للحصار والضغط على المقاومة من خلال معاناة أهل غزة.

ويشير سيف الدولة إلى أن دولة الاحتلال لن تقبل أن تكون هناك قاعدة للمقاومة الفلسطينية مستقرة في قطاع غزة.

ويحذر من أن (إسرائيل) تريد الآن "أن تقتل روح مسيرات العودة" ممثلة بحركة التعبئة الشعبية التي استمرت منذ عام، على نحو تعتقد أنه سيكون من الصعب بعد ذلك إعادة إحيائها.

ويتابع: أثناء المباحثات وضغط (إسرائيل) بهذا الاتجاه قد تعطي بعض ما يسمى "التسهيلات"، ولكنها إذا تأكدت أنها حققت هدفها بـ"قتل" روح مسيرة العودة و"إحراقها" بالمعنى السياسي، فإنها ستتراجع عن التفاهمات وتعيد الكرة لضرب ومحاولة تصفية المقاومة وفي غزة ونزع سلاحها، مبينا أن الحركة الصهيونية لم تتوقف عن استهداف المقاومة بأجيالها كافة.

ويشير إلى أن (إسرائيل) لن تحترم أي تفاهمات، ولا يمكن لتركيبة دولة الاحتلال أن تسمح بإضفاء قدر من الهدوء والطمأنينة على قاعدة المقاومة أو أن تترك لها فرصة النمو والتطور وتنمية قدراتها الاقتصادية والعسكرية.

ويلفت إلى أن مسيرات العودة تضغط على "أعصاب" (إسرائيل) التي تدخل في مباحثات لا تعيرها أي اهتمام، وحتى إذا عقدت اتفاقا "للتهدئة" وفكت الحصار جزئيا فإن ذلك لن يستمر، ذاكرا أن (إسرائيل) أبرمت اتفاقات كثيرا وأجهضتها على مدار العقود الماضية.

وانطلقت مسيرة العودة في قطاع غزة في 30 مارس/ آذار 2017 حيث نصبت خيام العودة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة سنة 1948. وواجه الاحتلال المسيرة السلمية بالرصاص الحي وقنابل الغاز ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون.