الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر غزة بالحديد والنار يتملص من المسؤولية عن حصاره لغزة ولا يعلنها، بل يسعى دائما للتوضيح انها تستهدف قطاع معين من قطاع غزة، ويقصد هنا قيادة المقاومة فيها، في حين يرتكب الجرائم المتواصلة والمتتالية تجاه غزة والمواطنين فيها، ولا يتورع عن القتل والحصار والتجويع.
هناك محاصرون آخرون لغزة ولا يعلنون ذلك، في حين هم يفرضون عقوبات تشترك مع الاحتلال بنفس الهدف، بل بنفس الطريقة، إلا بتغيير بسيط أنه لا يستخدم السلاح في القتل والفتك بغزة، وهناك فئة صامتة ومشاركة في الحصار تتمثل عبر الصمت على ممارسة الطرفين لذلك، وفي مقدمة هؤلاء الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التي تساوقت مع الاحتلال في حصار غزة.
قد يكون من الصعب أن تضع بعض الأطراف الفلسطينية في نفس السلة مع الاحتلال، لكن في الواقع هم كذلك، فيتفق الاثنان أنهما يحاصران غزة، فيدعي المنسق للاحتلال أنه يساعد غزة ولا يحاصرها، وهو ذاته التصريح يخرج عن رئيس السلطة محمود عباس وأعضاء في اللجنة التنفيذية يحاصرون غزة ويقولون إنهم يتخذون إجراءات لمساعدة غزة.
موجات الحصار المتوالية والمتواصلة على غزة، وتنفذها تلك الأطراف بشكل متتابع
أو متوازٍ في سبيل تحقيق الهدف الرئيس وهو إخضاع غزة، لا يسمى السلطة الشرعية هنا المقصود بها التنسيق الأمني لصالح الاحتلال، ومواجهة المقاومة وسحب سلاحها، ومن يعتقد غير ذلك، فهو واهن.
الأساليب كثيرة، ضمن حملات متوالية لحصار غزة لكن الأسلوب الأكثر ابتزازاً والأكثر وضاعة هو قطع الرواتب عن الموظفين وعائلات الشهداء والأسرى والجرحى، ضمن سياسة ممنهجة تقوم بها السلطة.
من جديد تدخل غزة في موجة أخرى من العقوبات التي يفرضها عباس الذي يواجه حملة شعبية واسعه تقوم على التخلص منه سواء عبر حملات ارحل باعتباره السبب الرئيس في الانقسام الفلسطيني، أو أنه أضاع القضية الوطنية في سراديب العداء وبنفس الوقت التعاون مع الاحتلال.
التحالفات لحصار غزة لا تختفي أو غير معلنة لكنها تأخذ أشكالًا وترتدي أثوابًا متعددة، الواضح أنها متواصلة ومستمرة لا تكل ولا تمل والمؤكد أنها ستفشل ومصيرها الاندثار ويبقى الشعب الفلسطيني يسجل على حلفاء الحصار اللعنة إلى يوم الدين.