أطلق التجمع الشبابي ضد الاستيطان في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية صباح اليوم حملة لحماية سكان المدينة من اعتداءات المستوطنين، بعد طرد الاحتلال البعثة الدولية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان هناك.
وقال الناطق باسم التجمع محمد ازغير لـ"فلسطين أون لاين": "بعد طرد البعثة الدولية لتوثيق انتهاكات المستوطنين التي كانت مهمتها توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي والدولي الإنساني، قرر التجمّع تشكيل مجموعات "توثيق وحماية" لتوفير الحماية للسكان على مدار الساعة، خاصة طلاب المدارس".
وأوضح أن عمل المجموعات يتمثل في مرافقة أطفال المدارس وحمايتهم بالوجود في المناطق الحساسة بالقرب من حواجز الاحتلال العسكرية، منبهًا إلى أن السكان باتوا عرضة للقتل والاعتداءات اليومية من المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي مع غياب بعثة المراقبة الدولية.
وبعثة الوجود الدولي المؤقت في الخليل هي بعثة مراقبة مدنية، أسست عام 1994م بوجود مراقبين دوليين من الدول الست المشاركة التي تمولها، وهي: (الدنمارك وإيطاليا والنرويج والسويد وسويسرا وتركيا)، وتمدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي والسلطات الفلسطينية عمل البعثة مرتين في كل عام.
وكان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أعلن في 28 كانون الآخر (يناير) الماضي عدم التجديد للبعثة العاملة في المدينة منذ 1994م، وهو ما رفضته السلطة عادة إياه تقويضًا لاتفاقٍ دولي وقعه الجانبان.
وأكد ازغير أن الاحتلال يحاول التغطية على جرائم مستوطنيه بطرد عمل البعثة الدولية، وأن مجموعات النشطاء سوف توثق انتهاكاته بالصور والفيديو، وتفضح ممارساته.
وارتدى عشرات النشطاء خلال الفعالية التي انطلقت من حي "تل الرميدة" في الخليل القديمة ملابس تحاكي زي بعثة الوجود الدولي، ورافقوا طلبة المدارس في البلدة.
توثيق الانتهاكات
من جهته قال عضو اللجنة التنسيقية للتجمع عزات الكركي: "إن الأهالي والأطفال يشعرون بالخوف ويشعرون أنهم تركوا وحدهم، فجاءت فكرة مجموعات الحماية والتوثيق، التي سينتشر أفرادها باستمرار من أجل توثيق الانتهاكات".
وبين الكركي في تصريح لـ"فلسطين أون لاين" أن المجموعات بدأت عملها اليوم في شارع الشهداء وتل الرميدة وسط الخليل، حيث ارتدى المتطوعون ملابس تحاكي زي بعثة الوجود الدولي، ووزعوا الهدايا على الأطفال لإعطائهم الشعور بالأمان.
متطوعون
بدوره أكد مسؤول اللجنة الإعلامية في التجمع أحمد عمرو أن النشطاء المتطوعين ضربهم وشتمهم المستوطنون الذين كانوا بحماية جيش الاحتلال، الذي منع النشطاء من مواصلة عملهم.
وقال عمرو في تصريح لـ"فلسطين أون لاين": "إن "مجموعة الحماية والتوثيق" ستكتب التقارير وتوثق انتهاكات حقوق الإنسان وستزود السلطة الفلسطينية بها، لرفع شكوى لمحكمة الجنائية الدولية ضد الانتهاكات المتواصلة في الخليل، وسترفع التقارير للأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان العالمية لفضح انتهاكات الاحتلال".
وشكلت البعثة الدولية في أعقاب المجزرة التي ارتكبها الحاخام اليهودي باروخ غولدشتاين، داخل المسجد الإبراهيمي في شهر رمضان عام 1994م، وأدت إلى استشهاد 30 فلسطينيًّا وجرح نحو 150 آخرين في أثناء تأديتهم صلاة الفجر.
وتضم البعثة التي تقودها النرويج 64 مراقبًا من جنسيات نرويجية وسويدية وإيطالية وسويسرية وتركية، ومهمتها رصد انتهاكات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين.