أكد الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم، أن وفد الحركة الذي سيزور روسيا سيتباحث مع الفصائل الفلسطينية في كيفية تحقيق المصالحة الوطنية وسبل إنهاء حصار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الوفد سيضم عضوي المكتب السياسي د. موسى أبو مرزوق مسؤول ملف العلاقات الدولية في الحركة، وحسام بدران مسؤول ملف العلاقات الوطنية.
وذكر قاسم في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الزيارة تمثل استجابة لدعوة وجهتها موسكو إلى الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتا حماس وفتح، موضحا أن تلك الزيارة تكتسب أهمية نظرا للثقل الروسي في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص.
وشدد على أن دعوة روسيا لحماس تعد تأكيدا من الجانب الروسي على أهمية حماس، ودورها المحوري في المحافظة على الحقوق الفلسطينية، منبها إلى أن العالم بات متأكدا من أنه لا يمكن تجاوز حماس في أي شان يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وبيَّن قاسم أن محاولة الاحتلال وبمساندة بعض الأطراف الدولية كالجانب الأمريكي بعزل حماس ومقاطعتها هي خدمة للمشروع الإسرائيلي الاحتلالي على الأرض الفلسطينية، مؤكدًا أن حركته تتواصل مع بعض الأطراف الدولية كالأمم المتحدة التي يجلس ممثلها نيكولاي ملادينوف مع قادة الحركة بشكل مستمر.
وبخصوص الدعوة الروسية، أفاد الناطق باسم حماس أن الحركة ستبحث مع الفصائل الفلسطينية ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وفقا للتفاهمات السابقة الموقع عليها، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية تمر حاليا بمرحلة خطيرة تستوجب التوحد خلف خيار الصمود والتحدي في وجه الاحتلال.
ونبه إلى أن فصائل المقاومة التي ستجتمع في ورسيا تدرك تماما أن حكومة الاحتلال تسعى بكل قوتها من أجل استغلال الظرف الإقليمي وحالة الضعف العربي للمضي قدما في تصفية القضية الفلسطينية وإحلال التطبيع في مفاصل الأمة العربية والإسلامية بدلا من رفض الاحتلال ومواجهته.
وأشار قاسم ال أن حماس ستضع الجميع أمام مسؤولياتهم فيما يتعلق بحصار غزة واستمرار رئيس السلطة محمود عباس في فرض العقوبات الظالمة بحق قطاع غزة وقطع رواتب الموظفين والأسرى وذوي الشهداء، موضحًا أن الفصائل الفلسطينية في غالبيتها أصدرت مواقف واضحة تندد بهذه الإجراءات وما جرته من مصاعب حياتية على مجمل المواطنين في غزة.
وأكد أن حماس ومعها الفصائل للفلسطينية توقن أن استمرار عباس في مساعيه لتشكيل حكومة انفصالية في الضفة الغربية، من شأنه تعميق حالة الانقسام، موضحا أن هذا الأمر تنبهت له الفصائل وأعلنت بشكل واضح رفضها المشاركة فيه.
وعدّ قاسم حضور الفصائل الفلسطينية بهذا الزخم والعدد في عاصمة مهمة كالعاصمة الروسية هي رسالة للاحتلال أن القضية الفلسطينية ما تزال حاضر برغم محاولات طمسها، مشيرا إلى أن حماس ترى في تلك الزيارة محطة مهمة لتوحيد الجهد الفلسطيني وصرفه في وجه الاحتلال.
إطار للمعالجة
وفي السياق ذاته، أكد قيس أبو ليلى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن أهمية لقاء روسيا تنبع من كونه يضم فتح وحماس إلى جانب الفصائل الأخرى.
وقال في تصريح صحفي: "من الضرورة بمكان أن تتحاور الفصائل عبر إجراء حوار بينهما، حتى لو لم يكن رسميًّا، ولكن يمكن أن يشكّل إطاراً لمعالجة بعض القضايا، التي عطّلت إمكانية استمرار مسيرة المصالحة".
وأكد أن مجرد انعقاد اللقاء في موسكو يعدّ أمرا إيجابياً، مضيفا: "لا نتوقع أن يُحدث اختراقاً في ملف المصالحة من خلال هذه الحوارات، ولكن يمكن لهذا اللقاء أن يفتح الباب للحوار لكل الأطراف، وهو مهم لأنه يوضح الموقف الروسي الحريص على إنجاز المصالحة، وضاغط على الجميع من أجل التقدم في هذا الطريق، وأهمية إنجاز المصالحة لدعم نضال الشعب الفلسطيني، ومكانته على المستوى الدولي".
وشددّ أبو ليلى على أن الدور الروسي ليس بديلاً على الدور المصري، هو يسير جبناً إلى جنب مع هذا الدور، وسيكون الدور الداعم للمصالحة من حيث المبدأ، دون الدخول في تفاصيل هذه العملية.