ثمة أحاديث مختلفة حول عمر السيد محمود عباس، وأحاديث أخرى عن صحته وقدرته على القيادة، وثالثة عن أهليته للحكم بعد موقف المجلس التشريعي منه، وموقفه هو من التشريعي، وأحاديث رابعة عن علاقته بفتح، وعن حاشيته المقربة، وأحاديث خامسة عن علاقته بحماس، وعن عقوباته لغزة، وأحاديث سادسة عن معالجته للقضية الفلسطينية، وأحاديث عن علاقته بالحكومة، وعلاقته بالفصائل، وأحاديث عن المال ونفقاته، وعلاقته بأولاده من وجهة مالية ووجاهية، وأحاديث أخرى متعددة ومتنوعة.
في الصورة المتخيلة هذه التي قد تستغرق أكثر من مقال نحاول أن نتخيل لبعض الوقت أن السيد محمود عباس قد غاب عن الساحة، وعن الوجود، وما أثر هذا الغياب على فتح، ثم على حماس، ثم على القضية الفلسطينية، ثم على بقية القضايا الأخرى؟
إن غياب عباس يفتح الباب على المستقبل بشكل موسع. فما الذي يمكن أن يحدث في حركة فتح؟
حركة فتح حركة موسعة، متعددة الأطراف، ومتعددة الرؤوس. وأتصور أن المقربين من عباس سيبادرون بتوزيع الميراث، وسدّ الفراغ، خشية تدخل الأطراف الأخرى. سيكون أول عمل لحاشية عباس اختيار الزعيم الذي سيشغل منصب عباس في رئاسة السلطة، وهنا سيبرز أول إشكال، لأن عباس يشغل مناصب عديدة، منها رئاسة فتح، ومنها رئاسة منظمة التحرير، ومنها رئاسة السلطة، وهنا ستتنازع الآراء، طرف من الحاشية يريد توزيع هذه المناصب على ثلاثة أفراد، أو ثلاثة مراكز قوى، وتشكيل مجلس رئاسي، وطرف آخر يرى وضع ميراث عباس كله في يد شخصية واحدة تحظى بالإجماع أو بالأغلبية، خشية بذر بذور الاختلاف بين مكونات الحاشية، وإعطاء فرصة للآخرين لكي يتدخلوا في الأمر.
هل من المتوقع أن تحسم الحاشية المقربة من عباس الأمر، دون تدخل من فتح ياسر عرفات مثلا، أو من فتح التيار الإصلاحي، أو من فتح الشبيبة، وشهداء الأقصى؟! الصورة المتخيلة تقول إن أمر حسم الخلاف في قضية الميراث سيكون صعبا، وقد يصاحبها مهاترات، ومزايدات، وربما سيكون بيد ( إسرائيل) حسم الموقف، وإسناد الرئاسة لمن يحقق مصالحها بشكل أفضل، وسيكون المال هو الإسناد الحقيقي للطرف الذي تختاره ( إسرائيل). يتبع.