هدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قطاع غزة خلال زيارته الأخيرة للمستوطنات المحاذية للقطاع، بأنه إن لم تتوقف مسيرات العودة فإن الاحتلال سيشن عدواناً على غزة، لم يمض يوم على هذا التهديد حتى وصلته رسالة الرد من المشاركين تؤكد مضيهم, مهما كانت التحديات حتى تحقيق أهدافها.
أمام تهديد الاحتلال زحف آلاف المواطنين مع ساعات عصر أمس الجمعة إلى المناطق الشرقية للقطاع قرب السياج الأمني؛ للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ46 من مسيرات العودة وكسر الحصار التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا للمسيرات تحت عنوان "لن نساوم على كسر الحصار"، شهدت استخدام الاحتلال للرصاص وقنابل الغاز بشكل مكثف.
مسيرة متواصلة
يقول الشاب مهند حرز الله الذي شارك في مسيرة أمس: "إننا صامدون على أرضنا ولن نتراجع مهما كانت الظروف والمواجهة صعبة مع الاحتلال، الذي يزيد جرائمه كل يوم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، لكننا صامدون على الأرض وسنواجه الاحتلال بكل قوة وصمود وعنفوان رغم كل ما يمارسه من أساليب وبطش وتهديد".
أم علي أبو الريش التي كانت تحمل علم فلسطين خلال مشاركتها بمخيم العودة وجهت رسالة لنتنياهو قائلة: "لن تخيفنا تهديداته ولن نخاف منها، لأننا شعب مقاوم يحتضن مقاومته، وسنسترد حقنا في يوم من الأيام".
"مهما طال واشتد الحصار لا بد أن ينكسر بعزيمة الشباب وأهل غزة، تهديدات الاحتلال لن توقف المسيرات التي تقارب على الوصول لعامها الأول، ولا تزال متواصلة" والكلام للشاب جلال السعودي.
المصاب أنور مقدام الذي كان يتجول بين المشاركين بخطى متثاقلة كغيره من عشرات المصابين الذين صادفناهم اختصر حديثه قائلاً: "جئنا لنوصل رسالة للعالم والاحتلال أننا لن نساوم على حقنا بالعودة وكسر الحصار".
دعاية انتخابية
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يرى أن كل التهديدات الإسرائيلية لن تؤثر على الشعبالفلسطيني، وهي ليست المرة الأولى التي يهدد فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهم يواصلون المشاركة بشكل متصاعد، لتحقيق هدفين الأول قريب وواضح بكسر الحصار، والثاني بالعودة.
وقال الصواف لصحيفة "فلسطين": "قد يكون هناك شيء تحقق من هذه المطالب، رغم أنه ليس كما يجب وليس بالشكل المطلوب، واعتقد أنه إذا التزم الاحتلال بما تعهد به ستسير الأمور بشكل أفضل، وإذا لم يلتزم فإن الانفجار قادم بوجه كل المحاصرين".
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف: إن "رسالة المسيرات أكدت أنه لا يمكن المساومة على كسر الحصار عن غزة، وأنها تؤكد استمرار هذه المسيرات بأدواتها السلمية وأنه لا يمكن المساومة على أنصاف الحلول".
وأكد خلف في حديثه لصحيفة "فلسطين" خلال مشاركته بمسيرات العودة أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بحرية وكرامة علىأرضه، ومن حقه الحصول على كل مقومات الحياة الكريمة.
وعن تهديدات نتنياهو بعدوان على غزة، بين أن تهديدات نتنياهو لغزة جزء مندعاية انتخابية، وهذه لن تخيف أبناء الشعب الفلسطيني ولن تثنيهم عن تحقيق أهدافهم ومواصلة المسيرة بأدواتها السلمية حتى تحقيق كامل الأهداف.