فلسطين أون لاين

​في غزة السرطان يصنع البطولة والأمل

...
تصوير/ ياسر فتحي
غزة/ طلال النبيه

بشيء من الأمل والعزيمة، وطاقة قوية كامنة، يقاوم الطفل محمد عياد مرض السرطان الذي ينهش جسمه منذ 8 أعوام، صابرًا عليه ومقاومًا له ولعلاجه المؤلم بإرادته الحديدية، وعزيمته غير المحدودة.

عياد (17 عامًا) بدا عليه الفرح وفريقه "فريق الأمل"، مع بدء صافرة حكم مباراة تنافسية أجريت في اليوم العالمي لمرضى السرطان، والموافق الرابع من فبراير من كل عام، على أرض ملعب نادي "تشامبيونز" الرياضي، جنوبي مدينة غزة.

تلك المباراة كانت الأولى من نوعها، ضمن فعاليات رياضية لأول أكاديمية كرة قدم في العالم لمرضى السرطان، وفق ما يوضحه رجب السراج رئيس مجلس إدارة "تشامبيونز" قائلًا لـصحيفة "فلسطين": "هدفنا تعزيز القوة الصحية والمناعية لمرضى السرطان الأطفال بالرياضة، ودعمهم نفسيًّا لمقاومة وعلاج المرض".

الطفل عياد الذي يعاني سرطانًا في الغدد اللمفاوية أرسل رسالته للمجتمع والجمهور المشجع لفريقه بابتسامة رسمت على وجه في أثناء لعبه، إذ شارك في تسجيل أول هدف ضد فريقهم المنافس؛ ليأتي الهدف الثاني سريعًا مع بداية الشوط الثاني، ويحقق فريق الأمل انتصارًا ساحقًا.

وقال محمد لـ"فلسطين" بعيد انتهاء المباراة: "نفسيتي تغيرت، ونسيت المرض كله، وما في شيء عندي اسمه مرض السرطان، لأن كرة القدم أنستني ذلك"، معبرًا عن أمله في أن يتدرب خارج فلسطين وبأندية عالمية، ويصبح لاعبًا فلسطينيًّا مشهورًا يشارك في مباريات دولية ينتصر بها على منافسيه ومرض السرطان.

وتدرج الطفل في التدرب برفقة المدرب عبد العال العطار منذ 5 أشهر، مع 30 طفلًا مصابين بالسرطان، تقلص عددهم إلى 18 بسبب ظروفهم الصحية.

وبين العطار أن مستوى تدريبهم يبدأ من الدرجة الأساسية، مقوّمًا أداءهم بنسبة 50%، ويزداد بمهارتهم ومعنوياتهم.

وقال لـ"فلسطين": "عملنا على تطوير الحالة النفسية للأطفال، ورفعنا من معنوياتهم وعزيمتهم بالقول: لا يوجد مريض يقف عند مرضه، ويجب أن يكون لديكم طموح"، مؤكدًا وجود حب لديهم وإصرار على التحدي لكسب المهارات العالية، وطموح للوصول إلى درجة عالية من اللعب بكرة القدم.

وأضاف: "ضمن خطتنا التدريبية نعمل على إخراج نجوم رياضية منهم، بعد شفائهم، ودعمهم نفسيًّا ورياضيًّا"، مشيرًا إلى أن من الأطفال متفوقين علميًّا، ومنهم من يمتلك مهارات رياضية عالية.

بدوره بين السراج أن النادي يطمح إلى تأهيل الأطفال، وتشبيك العلاقات مع نواد رياضية خارج فلسطين، داعيًا المؤسسات الأهلية والرياضية إلى تعزيز العمل الاجتماعي مع فئات المجتمع الفلسطيني.

ولفت إلى أن الأكاديمية أطلقت اسم (فريق الأمل- Team Hope) على مجموعة الأطفال المرضى بالسرطان من اللاعبين بكرة القدم، مبينًا أن الأكاديمية تسعى إلى توفير جميع الألعاب الرياضية للأطفال.

وقال: "اعتمدنا برنامجًا صحيًّا ورياضيًّا للأطفال يضم مختصين أطباء ورياضيين، ويركز على الجانب النفسي والمعنوي، بهدف تقوية المناعة لديهم لمواجهة المرض والشفاء منه".

وتضم الأكاديمية ساحات رياضية واسعة، معدة لوجستيًّا، منها: ملاعب رياضية لكرة القدم والسلة والطائرة والتنس، وصالات رياضية مغلقة متنوعة.

وفي حديث له أكد الطبيب أحمد الشرفا المختص برعاية الأطفال أهمية توفير متنفس للأطفال المصابين بمرض السرطان، وتقوية مكانتهم اجتماعيًّا، قائلًا: "هؤلاء الأبطال جسدوا هزيمتهم للسرطان".

ودعا الشرفا في حديثه لـ"فلسطين" إلى توفير العلاج اللازم لمرضى السرطان، وتوفير ما يحتاجون له من دعم نفسي ومعنوي، لمشاركتهم في هزيمة مرض السرطان.

ويبلغ عدد حالات السرطان في قطاع غزة 8.515 حالة مرضية، منهم 608 أطفال بواقع 7% من إجمالي الحالات، في حين بلغ عدد النساء 4.705 حالة، ما نسبته 55.3% من إجمالي الحالات المسجلة في قطاع غزة، وفق إحصائية رسمية لوزارة الصحة بغزة.