فلسطين أون لاين

​عدَّة النصر

...

بناء الجدران. (إسرائيل) تبني الجدران الإسمنتية تحت الأرض لتمنع مرور لأنفاق غزة للداخل. (إسرائيل) تبني الجدران من السلك الشائك بارتفاع ستة أمتار فوق الجدران الإسمنتية بطول 65 كيلومتر على طول حدود قطاع غزة بهدف منع دخول الفلسطينيين؟! هذا وكانت (إسرائيل) قد بنت جدارًا إسمنتيًا عاليًا مع الضفة الغربية لمنع دخول الفلسطينيين. الجدار يعرف الآن في الإعلام بجدار الفصل العنصري، وقد حكمت محكمة لاهاي بعدم شرعيته؟!

في ضوء ما تقدم يمكن القول إن دولة العدوان والغصب تعيش الآن داخل جدران عالية من ثلاث جهات، والجهة الرابعة هي البحر، وكانت دول العدو قد انتهت مؤخرا من بناء جدار تحت الماء في منطقة (زكيم) مع غزة، لمنع دخول الفلسطينيين من البحر. الجهات الأربع جدران عالية وسفلية لحماية المغتصبين الصهاينة من هجمات الفلسطينيين الذين يدافعون عن أنفسهم ويطالبون بحقوقهم الوطنية.

بناء الجدر العالية والسفلية لن يمنع الفلسطينيين من المطالبة بوطنهم، ولن تقف المقاومة عاجزة أمام هذه الجدر العالية، فالقرآن الكريم أخبرنا بأن يهودًا لا تقاتل المسلمين إلا في حصون محصنة أو من خلف جدر، وهذا يعني أن الجدران الإسمنتية والسلكية الشائكة لا تمنع المقاومة، ولا تحمي العدو من الهزيمة. المهم في هذه المسألة هو اليقين التام بأن نصر الله قادم، وأن دولة العدوان إلى زوال.

الإيمان يخلق النصر، وينشئ الواقع، ولأن دولة العدو تدرك ذلك، فإنها تحاول بناء الجدر لحماية نفسها ومستقبلها، وتحاول بث اليأس في المقاتلين الفلسطينيين والعرب. الجدران لا تمنع الإيمان، ولا تعوق النصر إلا قليلا، وقتال اليوم يقوم على الصواريخ والتكنولوجيا والحرب من بعيد. نعم قد تمنع الجدران عمليات القنص، والهجمات الشعبية كمسيرات العودة، ولكنها لا تمنع الوسائل الأخرى. وكما أنشأ قادة العدو (إسرائيل) بقوة السلاح، ستقوم دولة فلسطين أيضا بقوة الإيمان والسلاح، وستبقى الجدر العالية شاهدا على خوف يهود وجبنهم، وستبقى مزارا للسائحين من أنحاء العالم.

إن الله ابتلى فلسطين بالعدو الغاصب، وابتلى هذا الجيل بالجدر العالية، ولكن الله أنعم على أهل فلسطين بالإيمان والشهادة، وهذه عدّة النصر قديما وحديثا.