فلسطين أون لاين

​بعد قراره عدم تجديد عمل البعثة الدولية في المدينة

مراقبون: نتنياهو يسترضي الناخبين بمحاولة فرض السيادة الكاملة على الخليل

...
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو (أرشيف)
الخليل-غزة/ خضر عبد العال

لا يدخر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جهدًا لإرضاء جمهور المستوطنين خصوصًا داخل مدينة الخليل حتى ولو على حساب الاتفاقيات الدولية، في محاولة منه للتهرب من ملفات الفساد التي تلاحقه في ظل التحضير لانتخابات الكنيست المقرر إجراؤها في أبريل/ نيسان المقبل.

وقرر نتنياهو مساء الاثنين، عدم التجديد للبعثة الدولية المؤقتة في مدينة الخليل (بعثة تيف)، زاعمًا أن القوة تعمل ضد (إسرائيل)، حسبما ذكر بيان صدر عن مكتبه.

واتفق ناشط في قضايا الاستيطان ومحلل سياسي أن نتنياهو يهدف من قرار عدم التجديد للبعثة الدولية في الخليل للتفرد بالشعب الفلسطيني وفرض مظاهر السيادة الإسرائيلية الكاملة على المدينة، وإخفاء الجرائم اليومية التي تنفذها قطعان المستوطنين ضد الفلسطينيين هناك، وصولًا لاحتلال كامل المدينة.

الناشط ضد الاستيطان من الخليل م.عيسى عمرو أكد أن هدف نتنياهو إرضاء جمهور المستوطنين في الخليل لكي يستفردوا بالمدينة ويوغلوا بجرائمهم اليومية ضد أهاليها.

وأضاف عمرو في حديثه لـ"فلسطين" أن نتنياهو يريد فرض مظاهر السيادة الإسرائيلية بشكل كامل على المدينة، دون توثيقات البعثة الدولية لانتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، حيث ممكن استخدامها في المحكمة الجنائية الدولية ضد الاحتلال.

وأشار إلى أن (تيف) أصدرت بيانا وثقت فيه نحو 40 ألف انتهاك لحقوق الإنسان خلال 20 عاما في الخليل لوحدها.

وعدّ قرار الاحتلال عدم التجديد للبعثة الدولية قتلا جديدا لشهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي في ذكراها الخامسة والعشرين.

وتشكلت البعثة الدولية بعد ارتكاب المجرم الإسرائيلي باروخ غولدشتاين مجزرة الحرم الإبراهيمي الشهيرة في شهر رمضان عام 1994، ما أدى لاستشهاد 30 فلسطينيًا وجرح عشرات آخرين في أثناء تأديتهم صلاة الفجر.

تقصير فلسطيني دولي

عدا عن كونه تحديا للقانون الدولي، وتقصيرا من السلطة برام الله في الدفاع عن الخليل، وتقصيرا دبلوماسيا دوليا واضحا في الدفاع عن العمل الدولي، يقول الناشط عمرو: "نحن أصبحنا مادة للدعاية الانتخابية الإسرائيلية، وهناك حقائق تفرض على الأرض ولا أحد يحرك ساكناً".

وشدد عمرو على أن هذا القرار "ناقوس خطر" يجب على الجميع مواجهته والسعي نحو إفشاله.

ويبلغ عدد أفراد (تيف) 64 فرداً من الدول الست المشاركة التي تمولها (الدنمارك وإيطاليا والنرويج والسويد وسويسرا وتركيا)، مهمتهم الأساسية أعمال المراقبة وكتابة التقارير عن الوضع في الخليل في المناطق الخاضعة لعمل البعثة في المدينة، حسبما يفيد الموقع الرسمي للبعثة.

ويجدد لعمل (تيف) كل ستة أشهر.

طمس الحقيقة

ويجزم المحلل السياسي عثمان أبو صبحة بأن نتنياهو يسعى من هذه الخطوة إلى التفرد بالشعب الفلسطيني وإخفاء حقيقة الجرائم عن العالم، لافتًا إلى أن عمل البعثة الدولية الأساس هو توثيق المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن الفلسطيني جراء عنف جنود الاحتلال ومستوطنيه في الخليل.

وأوضح أبو صبحة في حديثه لـ"فلسطين" أن تقارير (تيف) تزعج (إسرائيل) لذلك قرر نتنياهو طمس الحقيقة، في الوقت الذي يطالب فيه الشعب الفلسطيني بحماية دولية، لردع الاحتلال عن الجرائم اليومية المتكررة بحقه.

وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي واتخاذ قرارات حقيقية لإنهاء الاحتلال وردع المستوطنين، بدلا من الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار.

أما عن المطلوب فلسطينياً فتابع قوله: "نحن نمتلك شيئا إيجابيا وهو أن المواطنين ما يزالون متمسكين بمنازلهم وأرضهم وأحيائهم، لكنه يعتقد أن هذا وحده غير كافٍ لأن المعاناة مستمرة، ويجب خلق برامج فلسطينية تعزز صمود أهالي الخليل.