فلسطين أون لاين

فيديو: قرد يأكل البلاستيك في حديقة حيوان برفح

...
رفح- ربيع أبو نقيرة

حتى حديقة الحيوان لم تعد كما كانت؛ فقد قلّ عدد زوارها مع تناقص عدد الأصناف في أروقتها، وعدم قدرة مالكها على الإيفاء بمتطلباتها بسبب الحصار وعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتكرر على شعبنا.

حديقة الحيوان الوحيدة في جنوبي قطاع غزة، وتعود ملكيتها لمحمد أحمد جمعة المعروف باسم الشهرة "فتحي"، كانت متنفسًا للسكان ووجهة لهم للخروج من كآبة الحصار إلى رحابة الطبيعة.

أسست الحديقة بجهود فردية عام 1999م، وتقع في حي البرازيل بمدينة رفح جنوبي القطاع، وكان لها صيت ذائع عندما كانت الحديقة الأولى في قطاع غزة، ويزورها السكان من محافظات القطاع الأخرى.

دمر الاحتلال الحديقة تدميرًا كاملًا بتجريفها بجرافاته وآلياته في اجتياح حي البرازيل عام 2004م، وأعيد بناؤها بجهود خاصة دون تدخل أو دعم أي جهة حكومية أو مانحة.

وطال الحديقة تدمير جزئي في عدواني الاحتلال على القطاع عامي 2008 و2012م، وفق حديث مالكها جمعة، الذي ذكر أنه قتل عدد من الأصناف فيها وهرب عدد آخر، وبقي القليل يزين أروقتها.

وقال جمعة البالغ من العمر (53) عامًا لصحيفة "فلسطين": "كانت تضم الحديقة من 90 إلى 100 صنف من الحيوانات والطيور، أما اليوم فنحاول بصعوبة الحفاظ على نحو 25 صنفًا موجودة".

وأضاف: "الحديقة متنفس ترفيهي وتعليمي للمواطنين، خصوصًا الأطفال، وذلك لم يلفت انتباه المسئولين إلى دعمها لتستمر في تقديم خدماتها أو -على الأقل- صرف التعويضات المستحقة إثر تدميرها بآليات الاحتلال، والبالغة نحو نصف مليون دولار".

وطالب الوزارات المعنية والجهات المانحة بإسناد الحديقة، وأن يكونوا أهلًا للمسئولية، لافتًا إلى أن الحديقة في تراجع مستمر، وقال: "نحاول الحفاظ على مستوى معين، لكن الظروف لا تساعد على تحقيق ذلك الهدف، من ناحية الرعاية ومن ناحية جلب حيوانات جديدة".

ونفقت أربعة أشبال، الجمعة الماضية، بسبب البرد القارس في الحديقة، بعد أن أطاحت الرياح بألواح بلاستيكية كانت تحمي قفصها خلال عاصفة شتوية، وفق حديث جمعة.

وبين أنه عثر على شبلين نافقين مساء الخميس، بعد يوم واحد من ولادتهما، في حين كان الاثنان الآخران يعانيان صعوبات في التنفس، ولم تفلح جهود إنقاذهما بمدفأة كهربائية.

وقال جمعة: "إن الحيوانات الأخرى نجت من العاصفة، ومنها الأسد واللبؤة وثلاثة من أشبالهما سنها 14 شهرًا"، متابعًا: "لو التفتت إلينا وزارة الأشغال بشيء من الحقوق، وبنينا سورًا حول الحديقة، لما فقدنا الأشبال الأربعة".

وذكر أن فكرة تحنيط الأشبال الأربعة كانت واردة، لكن نسف الفكرة عدم وجود مواد كيميائية خاصة بعملية التحنيط، ومنها الفورمالين، إذ ممنوع إدخالها إلى القطاع، "لذلك اضطررنا إلى دفن الأشبال في حفرة وسط الحديقة قبل أن تتعفن الجثث" أضاف.

ووثق مراسل صحيفة "فلسطين" مشهدًا لأحد القرود الصغيرة في الحديقة يأكل البلاستيك (النايلون)، علمًا أن عددًا من الأصناف في الحديقة تتغذى على ما تجود به أيدي مرتاديها.

وتعيش الحيوانات على الحد الأدنى من الطعام بسبب قلة الزائرين، وعدم قدرة "جمعة" على الإيفاء بمتطلبات رعايتها.

الفيديو هنا