"أنياب الكلاب غرست في أجساد الأسرى، ونهشت من لحمهم وعظمهم وتسببت في إصابتهم بجروح عميقة، وتناثرت دماؤهم وهم يقاومون "وحدات القمع" التي انهالت عليهم بالضرب دون سابقة إنذار"، هكذا وصف مسئول لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية علام كعبي لحظات اقتحام "وحدات القمع" غرف الأسرى.
وأصيب نحو 150 أسيرًا في معتقل "عوفر" قرب رام الله، واحترقت ثلاث غرف بالكامل جراء الاقتحامات المتتالية التي تنفذها "قوات القمع"، مستخدمة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت والهراوات والكلاب.
وعمدت إدارة سجون الاحتلال، وفق الكعبي، منذ العام 2000 لتطوير أدوات خاصة لقمع الأسرى كإنشاء وحدات القمع "المتسادة، نحشون، درور، واليماز" وقسم خاص لتدريب وتأهيل الكلاب المفترسة من أجل السيطرة على الأسرى، وإحداث الرعب في صفوفهم.
أدوات القتل
ويؤكد الأسير المحرر الكعبي، أن الاحتلال يمارس سياسة ممنهجة لتطوير أدوات القتل لقمع وإرهاب الأسرى ما يدلل على النوايا المبيتة لإدارة السجون لمعاقبة الأسرى، الذين لا يمتلكون سوى إرادتهم الصلبة ووحدتهم في وقف الجرائم الممارسة ضدهم.
ويبين أن الاحتلال جمع كلابه من معسكراته، ودربها على نهش أجساد الأسرى وأبناء شعبنا الفلسطيني خلال اعتقالهم، وقد صبغت بالتطرف والعنصرية والفاشية التي يتمتع بها الاحتلال.
وكانت مؤسسات فلسطينية ودولية وحتى إسرائيلية أكدت أن استخدام جيش الاحتلال للكلاب البوليسية في اعتقال المدنيين، وإطلاقها على الأسرى، هي سياسة رسمية متبعة منذ سنوات.
ويعتبر استخدام هذه الكلاب في اعتقال المدنيين والسيطرة على الأسرى العزل ضربًا من ضروب ممارسة التعذيب والمعاملة اللا إنسانية والمهينة، التي يجرمها القانون الدولي، وفق مؤسسات حقوقية.
سياسة متبعة
بدوره، يقول مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مصطفى مسلماني: "إن استخدام جيش الاحتلال للكلاب البوليسية في اعتقال الأطفال والمدنيين والهجوم على الأسرى، هي سياسة رسمية متبعة منذ سنوات".
ويضيف مسلماني لصحيفة "فلسطين": "إن حث الكلاب على مهاجمة البشر وسيلة مروعة ومرعبة، غير مقبولة أخلاقياً وقانونياً، ويستخدمها الاحتلال وخاصة إدارة السجون للضغط النفسي والجسدي على الأسرى وسهولة السيطرة عليهم".
ويؤكد أن سلطات الاحتلال لا تقدم للأسرى بعد نهشمهم من قبل كلابه المفترسة أي علاج أو رعاية صحية وتتركهم فريسة للمرض في مخالفة لكافة الأعراف والقوانين الدولية.
ويذكر أن استخدام الكلاب الهجومية لاعتقال الشبان جاء بناء على قرارات وتعليمات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مواجهة انتفاضة القدس التي اندلعت مطلع أكتوبر 2015.
مخالفة قانونية
من جهته يؤكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف، أن استخدام الكلاب خلال اقتحام غرف الأسرى مخالف للاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تحرم التعذيب الجسدي بالأذى، والتعذيب النفسي بالرعب والإرهاب، وتشكل مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة، والمادة (86) من اتفاقية جنيف الخاصة باحترام الشعائر الدينية.
ويقول أبو شلوف لصحيفة "فلسطين": "إن سلطات الاحتلال تسخر كافة الأدوات والوسائل لضرب نسيج الحركة الأسيرة والاستفراد بها مستغلة الحالة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، والبلدان العربية.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال زادت من تغولها مؤخرًا على الأسرى وفرضت عليهم عقوبات متعددة ومتنوعة كالغرامات والنقل من سجن لآخر ومنع الزيارة والاعتقال الإداري والإهمال الطبي، واقتحام غرفهم والاعتداءات المستمرة عليهم.
ويلفت أبو شلوف إلى أن الاحتلال يستغل صمت المؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية في ممارسة جرائمه بحق الأسرى وشرعنة قوانين عنصرية مستغلًا ضعف تلك المؤسسات والأطراف الدولية التي وقعت على الاتفاقيات الداعية لتوفير حياة كريمة للأسرى.
ووفق إحصائيات رسمية، فقد وصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى 6 آلاف أسير بينهم 270 طفلا و52 معتقلة و6 نواب بالمجلس التشريعي، و430 معتقلا إداريا و1800 مريض.