هل بات حسين الشيخ الأوفر حظا في خلافة عباس؟! الرجل هو الأكثر تصريحات في الفترة الأخيرة، لا سيما ضد حماس والمقاومة. هل تدعم (إسرائيل) الشيخ في طموحاته وتصريحاته، أم هو يحظى بدعم عباس وجماعة من الحاشية؟!
آخر تصريحات الرجل أنه لا حكومة وطنية مع حماس، والحكومة القادمة يجب أن تكون حكومة منظمة التحرير؟! وهذا شيء يريده عباس، وتوافق عليه إسرائيل، لأنه يساعدها في تحقيق حلم فصل غزة عن الضفة، وتكريس النزاع الداخلي، وتفجير صراع داخلي بين أجنحة فتح.
عباس يريد إجراء انتخابات تشريعية، دون انتخابات رئاسية، ومجلس وطني؟! الفصائل المختلفة ترفض ذلك، وتريد انتخابات شاملة للمؤسسات الفلسطينية، وللجغرافيا الفلسطينية، وترى في الانتخابات التشريعية وحدها حقا أريد به باطل، وأنه يكرس الفصل والانقسام، ويطيل فترة النزاع، ويحقق استراتيجية إسرائيل في الساحة الفلسطينية.
عباس انتهت ولايته القانونية في 2009م، وحكم السلطة عشر سنوات إضافية من خارج القانون، وبحكم الأمر الواقع، ويريد أن يواصل البقاء في المنصب رغما عن القانون، ورغما عن الأغلبية الفلسطينية الرافضة لبقائه. عباس احتكر منصب الرئاسة، وسيطر على المال العام، وعلى القرار، وحسب أن الشعب فاقد للأهلية الديمقراطية. الشعب قبل الفصائل ضد هذا كله، وجل حركة فتح ضد هذا، ولكن عباس له أذن من طين، وأخرى من عجين، ويعتمد على حفنة من المطبلين، الذين يريدون انتخابات تشريعية فقط، وحكومة منظمة التحرير فقط، ويقفزون بقوة دفع إسرائيلية عن الواقع، وعن التحولات الفلسطينية الجذرية، التي أعطت الأغلبية للتيار الإسلامي.
إذا كان الشيخ في تصريحاته ممثلا لعباس، أو ممثلا للإدارة المدنية الإسرائيلية، فإن الشعب يرفض تصريحاته، ويرفض تشريعي على المقاس، ويرفض بقاء عباس في منصبة دون تجديد انتخابي، ويرفض بقاء مجلس وطني متكلس يعاني من زهايمر ومن أمراض الشيخوخة الأخرى، ولا حكم بعد ذلك إلا للشعب.