كعادة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتاش على المجازر والدماء منذ نشأته، من جديد يثبت أن الدماء الفلسطينية والعربية عامل مهم في صندوق الانتخابات الإسرائيلية وهو ما حدث على مدار الانتخابات الإسرائيلية، واستغلها المتنافسون في إثبات صهيونيتهم بتكرار ذلك، حيث أمس وقبل أيام يتكرر المشهد نفسه في كل انتخابات إسرائيلية، ففي شرق المنطقة الوسطى في قطاع غزة، ارتقى شهيد وعدد من الجرحى نتيجة عدوان إسرائيلي بمبررات غير مقنعة، وقبلها بأيام عدوان واسع على سوريا وارتقاء شهداء هناك، وبوتيرة عالية من القصف، فيها بصمات انتخابية واضحة.
الابتزاز وسياسة الإذلال التي تجلت في الأيام الماضية من قبل الاحتلال، ليست جديدة، ومتوقعة، وهي هروب من التفاهمات التي حدثت خلال الشهرين الماضيين، وأبدت فيها الفصائل الفلسطينية الالتزام لأبعد مدى، حتى أنه تجاوز المعقول في مرحلة معينة، بسبب تملص الاحتلال من الالتزام بها، حتى وصل إلى مطالبة الجمهور من الفصائل برفض ذلك، والضغط على غرفة العمليات المشتركة للرد على اعتداءات الاحتلال، مهما كان الموقف، وبذلك نكون أمام تصعيد جديد قد يفوق التصعيد الأخير خلال نوفمبر الماضي، بعد اعتداءات الاحتلال وانكشاف الوحدات الخاصة شرق خانيونس.
عين نتنياهو تتجه نحو الدماء الفلسطينية للصعود إلى منصب رئاسة الحكومة من جديد، وأعين الأحزاب الإسرائيلية بالموضع نفسه بمستويات مختلفة، لكن ما يجمعهم هو عامل الدموية في الصعود نحو الانتخابات، كما كان الحال مع نتنياهو سابقا وبيريز وأولمرت وشامير وجولدمائير وشارون، والقائمة تطول من قادة الإرهاب الإسرائيلي الذين ارتكبوا مجازر خلال فترة الانتخابات لضمان الصوت اليهودي.
لكن ما هو غير متوقع أن نتنياهو قد يدفع ثمن ذلك، إذا ما قررت المقاومة الرد على عدوانه وتحويل الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى كرة لهب كما حدث في التصعيد الأخير، وفقدان نصف الإسرائيليين الأمن، ما سيدفعهم للانقلاب على نتنياهو، لكن في كلتا الحالتين سيصعد إرهابي على دماء الفلسطينيين، لكن الفرق أن المقاومة ستدفعه الثمن وتذكره بأن لا أمن له، طالما واصل الاعتداءات ومهما كان الثمن، سيرفض الفلسطينيون الابتزاز الإسرائيلي، ولسان حالهم: "نموت واقفين ولا نستسلم".