فلسطين أون لاين

"الباب الدوار".. سياسة السلطة والاحتلال مع الشاب عازم

...
نابلس-غزة/ طلال النبيه:

بكفي"، تلك الكلمة التي تختصر حكاية الإرهاق والألم التي تعانيه والدة الشاب قتيبة عازم مفجوعة على اعتقاله السياسي المتكرر من قبل أمن السلطة في الضفة الغربية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، قائلة: "أفقد ابني من البيت كل سنة، بنفس المعادلات والتهم والسجن المتكرر".

وتعاني "أم صهيب" من وضع صحي صعب، خوفًا على ابنها بعد رفض السلطة إعطاءهم أي معلومات عن ابنهم، مستنكرة الاعتقال السياسي جملة وتفصيلًا.

وتضيف لصحيفة "فلسطين": "لا يوجد أي مؤسسة حقوقية أفادتنا عن وضع قتيبة، لا نعرف ماذا نفعل ومع من نتواصل".

وبقلبها المكلوم، تجلس والدة قتيبة، حائرة في منزلها بعد عدم نجاحها في زيارة ابنها ورفض أجهزة أمن السلطة حضور جلسة محاكمته، في محاكم السلطة بمدينة نابلس؛ مطالبة مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية والمندوب السامي لحقوق الإنسان، بالكشف عن مصير ابنها والعمل على زيارته له.

"الباب الدوار"

والشاب عازم (27 عامًا) برز بدوره في حارات وضواحي بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، ناشطا ونصيرا للأسرى والمسجد الأقصى منذ أن كان شابًا يافعًا وطالبًا في المرحلة الثانوية، لتبدأ حكايته مع سياسة "الباب الدوار".

هذه السياسة التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة تحت ما يسمى بـ"التنسيق الأمني"، نفذتها مع عازم، والذي لم يكترث لتهديداتهم منذ أن أطلق عليه اسم "المعتقل السياسي" عام 2008.

في ذلك العام مكث أيام لدى أجهزة أمن السلطة، لتعتقله سلطات الاحتلال بعد الإفراج عنه، قضى خلالها 21 شهرًا مع غرامة مالية قدرها 2000 شيقل.

وفي مثل هذه الأيام من العام الماضي، اعتقل جهاز المخابرات التابع للسلطة في الضفة الغربية، الشاب عازم، الناشط في الدفاع عن الأقصى والأسرى 12 يومًا، بعد مشاركته في حراك شبابي رافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة للاحتلال الإسرائيلي.

وبعد عام وفي ذكرى الاعتقال السابق، عاود نفس الجهاز اختطاف عازم من بيته في التاسع من يناير الجاري، وسط تهديدات لعائلته من تصوير الاختطاف ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، موجهة له "تهمًا ملفقة"، تحت عنوان "إثارة النعرات الطائفية".

وتعرض عازم منذ 2008 للاعتقال نحو 10 مرات لدى أجهزة أمن السلطة، ما مجموعه نحو ستة أشهر، فيما اعتقل لدى الاحتلال ثلاث سنوات ونصف، عدا عن الاستدعاءات والمقابلات التي كانت تتعدّى الـ12 ساعة يوميًا.

الشاب عازم بعد اعتقاله السابق، في 2018، روى لـصحيفة "فلسطين" كواليس الاعتقال قائلًا: "أذاقوني الويل، وتعرضت للضرب والشبح"؛ إلا أن الاعتقال الحالي لم يختلف عن سابقه، إذ تعرض للضرب وكسرت نظارته، وفق ما يروي المحامي مهند كراجة.

وأوضح كراجة لـصحيفة "فلسطين" نقلًا عن عازم، في أثناء محاكمته قبل أيام بأنه تعرض للتعذيب، وكسرت نظارته أيضًا، مشيرًا إلى أن أمن السلطة عرقل حصوله على توكيل للدفاع عن عازم في محاكم السلطة.

وقال: "طلبت من القاضي الحصول على توكيل قتيبة لأجل الترافع عنه، لكنه رفض في البداية؛ ولكن بعد إصراري وجدال بصوت عالٍ بأنه يصادر حق المواطنين في الدفاع؛ وافق بعد إجراءات حاول فيها أن يضع العقبات أمامي لعدم الترافع في القضية".

وأوضح كراجة المحامي في مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، أن النيابة العامة مددت إيقاف عازم لـ15 يومًا، "بحجة عدم استكمال إجراءات التحقيق"، وليقبع في زنازين سجن جنيد بمدينة نابلس.

وأشار إلى أنهم تقدموًا بطلب إخلاء سبيل لقتيبة ورفضته محكمة نابلس، مؤكدًا أن سيتقدمون بطلب آخر اليوم.

ووفق مصادر من عائلة الشاب عازم، فإن أجهزة أمن السلطة هددت شقيقته دعاء عازم بالاعتقال لنشاطها بدعم شقيقها ومطالباتها بالكشف عن مصيره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.