قائمة الموقع

خبيران: السلطة متورطة بتسريب العقارات في القدس

2019-01-20T13:53:30+02:00
السلطة متورطة بتسريب عقارات القدس

تسارع محموم في وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في القدس المحتلة في الآونة الأخيرة، حيث يسير الاستيطان في مسارات متوازية فوق الأرض وتحتها لإحكام القبضة الإسرائيلية على المدينة وتغيير واقعها الجغرافي والديموغرافي.

وفي ظل تلك الهجمة الشرسة يغيب دور السلطة الفلسطينية – وفق خبيرين مقدسيين- عن المشهد العام في المدينة المقدسة التي لم تقدم أي نوع من أشكال الدعم المختلفة للمقدسيين، بل تعدت ذلك لمشاركة مسئولين فيها في تسريب العقارات المقدسية للاحتلال أو غض الطرف عن المسربين كما فعلت مؤخراً بتسليمها سمسارا متهما بتسريب تلك العقارات للولايات المتحدة الأمريكية.

وكشفت قناة عبرية الليلة قبل الماضية النقاب عن تسليم السلطة الفلسطينية قبل يومين لسمسار الأراضي والمتهم بتسريب الأراضي للمستوطنين عصام عقل للولايات المتحدة، بموجب اتفاق سري توصلت له مع الإدارة الأميركية.

تصاعد غير مسبوق

ويقول رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس، د. خليل التفكجي: إن "ما حدث مع عقل أمرٌ ليس بالمستغرب وعقل ليس سوى (برغي) في ماكنة رسمية وغير رسمية تعمل على تسريب العقارات"، وفق تعبيره.

وأضاف التفكجي لصحيفة "فلسطين": "لم نعهد من السلطة الفلسطينية سوى الإدانة والاستنكار لما يحدث في القدس بل الأدهى والأمر أن تسريب العقارات المقدسية حصل من أعلى المستويات السياسية فيها".

وتابع: "كما أن السلطة لا تفعل شيئاً لأجل القدس على جميع المستويات، فليس لديها أي برامج لدعم المدينة، سوى التغني بها عاصمة لدولة فلسطينية منشودة، في حين أن رئيس حكومتها رامي الحمد الله يتعامل مع أهل القدس وكأنهم جواسيس بفرضه الموافقة من أجهزة أمنه على أي مقدسي يريد استئجار أو شراء عقار في رام الله".

وعزا التفكجي التصاعد غير المسبوق للاستيطان في القدس لعدة أسباب أهمها: اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، واستمرار الانقسام الفلسطيني ، وانشغال العالم العربي بمشاكله الخاصة.

وأشار إلى أن البرنامج الاستيطاني الإسرائيلي في القدس قائم منذ عام 1967 على اعتبارها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال ذات أغلبية يهودية مطلقة وأقلية عربية، مبينًا أن الاستيطان يسير في المدينة على برنامج وضع منذ عام 1994 قائم على بناء 589 ألف وحدة استيطانية، و(إسرائيل) تُسرع خطواتها فيه حاليا لعدم خشيتها من أي ضغوطات أمريكية أو دولية.

وذكر أن الاحتلال يسير في تهويده للبلدة القديمة بالقدس بشكل متواز عبر الاستيلاء على المنازل بأساليب مختلفة والاستيطان فوق الأرض، ومخططات تحت الأرض عبر الحفريات والأنفاق، وفي الجو عبر مشروع "القطار الهوائي" (التلفريك) في خطوات متوازية لتغيير المشهد داخل البلدة من جميع الاتجاهات خارج وداخل الأماكن تساندها الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى لفرض أمر واقع جديد في المكان وفرض التقسيم المكاني والزمني.

إنجاز سريع

من جانبه، قال الخبير المقدسي فخري أبودياب: إن "أهل القدس لم يعولوا مسبقاً ولن يعولوا حالياً على السلطة الفلسطينية في منع تسريب الأراضي، فقد تورط متنفذون فيها في تسريب تلك العقارات والتواطؤ مع المسربين أو غض الطرف عنهم، فأهل القدس يعون أنهم يحاربون هذه الظاهرة وحدهم وبشكل شخصي وعائلي بعيداً عن أي دور رسمي".

وأضاف أبو دياب لصحيفة "فلسطين: "دور السلطة في القدس لا يتعدى الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع بينما ما تحتاجه القدس, دعمها اقتصادياً في ظل كون 79% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، في حين أن (إسرائيل) في عام 2018 رصدت لدعم التهويد في المدينة 847 مليون شيكل للأمور اللوجستية بعيداً عن البناء الاستيطاني.

وشدد على أننا لم نشهد تنفيذ أي مشروع تنموي فلسطيني أو عربي في مدينة القدس وإنما اقتصر الأمر على مشاريع إغاثية بسيطة".

وبين أن حكومة نتنياهو تسعى لفرض أمر واقع جديد من خلال الاستيطان في القدس خاصة بعد إعلان ترامب القدس عاصمة (إسرائيل)، وفي ظل ضعف الأنظمة العربية والمؤسسات الرسمية الفلسطينية.

وقال: "تلك الحكومة تسعى لتغيير الواقع في فترة زمنية قصيرة استباقاً لإعلان ما تسمى بـ "صفقة القرن"، وتريد أنْ تقضي على أي احتمالية لجعل القدس جزءا من دولة فلسطينية مستقبلية.

وأضاف:" فأغلب المشاريع الاستيطانية التي تُبنى حالياً تجمع بين الجزأيْن الشرقي والغربي للقدس لمحو خط الرابع من حزيران" الذي يقسم المدينة لجزأيْن يهودي وعربي"، كمشروع "القطار الهوائي".

وتابع: "نتنياهو يسارع لتسجيل إنجاز في ملف القدس كتغطية منه على ملفات الفساد التي تلاحقه مستغلاً حالة الهدوء في العالم العربي وفترة حكم ترامب المثالية بالنسبة له والتي قد لا تتكرر رغم دعم الإدارات الأمريكية المتعاقبة لدولة الاحتلال".

وأشار أبو دياب إلى أن الاحتلال يستغل أيضاً نجاحه في تسجيل اختراقات في التطبيع مع الدول العربية، وعدم وجود مَنْ يقف في وجهه منهم، إما خوفاً من الولايات المتحدة و(إسرائيل) أو انشغاله في أمور أخرى.

ولفت إلى أن الاحتلال خطا خطوات واسعة بصدد تهويد البلدة القديمة في القدس، فالحفريات تزداد بشكل كبير تحت الأرض حتى أضحت هناك مدينة كاملة تحت أرض البلدة القديمة وسلوان، بجانب سرقة الآثار وتحطيمها أو تحويلها لتحاكي حضارة يهودية مزعومة.

ونبه إلى أن الاحتلال يحاول فرض واقع على المسجد الأقصى من خلال محاولة اقتطاع جزء منه وزيادة الاقتحامات وتوسيعها لتصل لأجزاء لم تكن تصل إليها سابقاً حتى وصلت قبة الصخرة.

اخبار ذات صلة