فلسطين أون لاين

في الضفة المزارعون محرومون من أراضيهم

...
قلقيلية- مصطفى صبري:

سلطة الطبيعة التابعة للاحتلال الإسرائيلي والمنتشرة في مناطق الضفة الغربية تلاحق الفلسطينيين في أراضيهم الخاصة والقريبة من تجمعاتهم السكنية، وتصدر العقوبات ضد الفلسطينيين من الإدارة المدنية والتي بدورها توجه دوريات الاحتلال سواء بالمصادرة أو بالتجريف أو بالاعتقال.

وفي منطقة الأغوار التي تمتاز بسعة أراضيها المفتوحة حرمت سلطة الطبيعة المزارعين من أراضيهم بتعسف.

الناشط الحقوقي عارف دراغمة قال: "13 لافتة تحمل اسم سلطة الطبيعة الإسرائيلية أغلقت أكثر من 30 ألف دونم من الأراضي منذ سنوات ومنعت أصحابها الفلسطينيين من دخولها", مبينًا أن هذه الأراضي أقيم عليها أكثر من 7 مستوطنات وبؤر استيطانية ومعسكر تدريب لتدمير كل شيء أخضر في المنطقة.

وأضاف: "كل مؤسسات الاحتلال تعمل لتهويد الأرض ومصادرتها بذرائع وحجج متعددة تهدف للاستيلاء على الأغوار وخاصة الشمالية منها, ويوميًا تبنى البؤر وتقام الخيام الاستيطانية هنا وهناك".

وفي منطقة واد قانا الشهيرة في شمال الضفة الغربية الواقعة بين ثلاث محافظات فلسطينية وهي نابلس وقلقيلية وسلفيت، تنشط سلطة الطبيعة الإسرائيلية لمنع الأهالي من الاستفادة من ثروات الأرض الطبيعية.

رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان قال: "سلطة الطبيعة لا تفارق المكان جوًا وأرضًا، فالمراقبة من السماء بطائرات خاصة وعلى الأرض الدوريات البيضاء لا تتوقف وتمنع حتى قطف الأعشاب البرية ويعتقل ويغرّم من يثبت عليه قطف الأعشاب البرية".

وتابع: "لم يسلم من سلطة الطبيعة الخرب الأثرية والنباتات والمياه الطبيعية، فالمستوطنات والمستوطنون يحق لهم الاستمتاع بمقومات الطبيعة بينما الفلسطيني يحرم ويعاقب"، لافتًا إلى أن مجلس المستوطنات يسيّر رحلات جماعية للمستوطنين في منطقة واد قانا بحراسة سلطة الطبيعة والتنسيق معها وتهويد المكان بمحاضرات تزور الحقيقة.

خبير التنوع الحيوي النباتي في فلسطين بنان الشيخ قال: "سلطة الطبيعة تحاول دائمًا منع أصحاب الأرض من الاستفادة منها"، مشيرًا إلى أن فلسطين تمتاز بتنوع نباتي واسع، يمكن أن يشكل مصدرا للدخل لأصحاب الأرض؛ فالأعشاب البرية تستخدم كعلاج وكوجبات شعبية.

واستدرك بقوله: "إلا أن ملاحقة سلطة الطبيعة الاسرائيلية لأصحاب الأرض تشكل عائقًا أمامهم، كما أن المستوطنات والإجراءات الأمنية حولها تمنع الفلسطيني من الاستفادة من هذه الثروات الطبيعية".

وتابع الشيخ: "كما أن نشر الخنازير البرية أصبح عائقًا مهمًا سواء في التلويث أو مهاجمة المزارعين في الأراضي الزراعية، فسلطة الطبيعة تلاحق الفلسطينيين مباشرةً أو بأساليب غير مباشرة"، موضحًا أن محاولة سلطة الطبيعة بالتعاون مع وزارات في حكومة الاحتلال تغيير الأسماء لكل مقومات الطبيعة الفلسطينية هي محاولة تهويدية مستمرة.

المزارع موفق اخليف (55 عامًا) من بلدة عزون شرق قلقيلية يجمع نبات اللوف الصحي والطبي قال: "عندما أخرج لجمع نبات اللوف المرغوب لفوائده؛ أضع نصب عيني اعتقالي وتغريمي من أفراد الدوريات البيضاء التابعين لسلطة الطبيعة الاسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الكاميرات الأمنية الموجودة على سياج المستوطنات وعلى الطرق الرئيسية تكشف وجودهم؛ لذا يسارعون لقطف ما تيسر من النبات والمغادرة سريعًا حتى لا تتمكن الدوريات البيضاء من اعتقالهم.

وتساءل: "ما هو الضرر الذي يلحق بالطبيعة عندما نقطف كميات قليلة من نبات اللوف أو غيره، هذه ذريعة لمنعنا من الوجود على أرضنا (...) والمستوطنات تلوث كل شيء في المكان وكل مستوطنة تشكل عدوًا حقيقيًا للطبيعة".