فلسطين أون لاين

ابتزاز بالدولار!

يقود رئيس وزراء الاحتلال سياسة إدخال ومنع إدخال الأموال القطرية لغزة، وكأنها لعبة وجد فيها نتنياهو نفسه وسيلة لابتزاز الفلسطينيين، بداية كل شهر، والمنوال ذاته الأحزاب السياسية الصهيونية الذي يتقدمهم وزير الجيش المستقيل ليبرمان، اعتقادًا منم أنهم يمتلكون أداة جديدة للضغط على الفلسطينيين في مواجهة مسيرة العودة.

لعبة خطيرة لا يدرك قادة الاحتلال مخاطر اللعب بهذه الورقة، وممارسة الابتزاز المالي للغزيين، اعتقادًا منهم أن ما لم يحصلوا عليه بالدماء على حدود غزة، يمكن أن يجنوه بابتزاز الدولار، بعد ابتزاز السولار، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الابتزاز هو أسلوب صهيوني قديم ومتواصل وبأشكال مختلفة.

الاحتلال الذي راهن على مسيرات العودة أنها ستموت في مهدها بداية شهر مارس مع الدعوات التي صدرت للمشاركة بها، تفاجأ بعد ذلك بالمشاركة الجماهيرية الواسعة، ويعرف من خلال أجهزة استخباراته أن المشاركة الجماهيرية لم تختلف ولم تتراجع على مدار 43 أسبوعًا، وأن المراهنات خسرت أمام ذلك.

استخدم الحديد والنار في قمع المظاهرات والاحتجاجات، ووصل عدد الشهداء إلى 251 شهيدًا و13.540 جريحًا بينهم 6362 جريحًا بالرصاص الحي، في سبيل إنهاء مسيرات العودة ووقفها، لكنه فشل في ذلك، ويأتي اليوم إلى لعبة خطيرة باستخدام الأموال للتهرب من المسؤولية، والمماطلة في تنفيذ التفاهمات التي تمت بين الفصائل والاحتلال عبر الوسطاء، والتوصل لهدوء محدود.

الابتزاز الذي يحدث سيقلب الطاولة على رأس الاحتلال، والمماطلة والتسويف ستقود نحو المواجهة الفعلية، وفي هذه الحالة ستكون السيطرة عليه، وستكون الفصائل تحت الجماهير التي ترى أنها ركنت إلى الوعود التي قدمت لها من هنا وهناك، وفقدان الثقة بالوسطاء في هذأ الشأن، بل إن الجمهور أصبح يرى في الوسطاء شركاء فيما يحدث، وغياب الضغط الفعلي على الاحتلال.

لذلك قد نرى عودة لمزيد من الأساليب والوسائل لمواجهة الاحتلال في الرد على الاعتداءات التي يرتكبها، ويقع على عاتق غرفة العمليات المشتركة حينها أن تفي بوعودها بحماية المتظاهرين والمشاركين في مسيرات العدوة، والتي سيكون من الصعب عليها تجاهل ذلك، مما يقود تصعيدًا محتومًا بين المقاومة والاحتلال في أقرب وقت، والذي سيكون نتيجة الابتزاز الإسرائيلي.