فلسطين أون لاين

غزة.. عنقاء فلسطين

تقول المصادر الإحصائية الفلسطينية: إن عمال غزة يعيشون في كارثة منذ الحصار وحتى تاريخه، وأن نسبة البطالة العامة بين سكان غزة قد وصلت إلى 54%. وأن نسبة الفقر وصلت إلى 80%، ونشرت صحيفة فلسطين على صفحتها الأخيرة أن نسبة البطالة بين الشباب بلغت 65%، وأن نسبة انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر بلغت 69%، وأن نسبة من يعيشون تحت خط الفقر بلغت 85%، وأن نسبة الضرر التي لحقت بالمصانع بلغت 90%، وأن الناتج المحلي انخفض بنسبة 8% في عام 2018م، وأن عدد العاطلين عن العمل بلغ 300 ألف عامل، وأن الخسائر الاقتصادية في عام 2018 بلغت 300 مليون دولار، وأن متوسط دخل الفرد في غزة يبلغ دولارين فقط في اليوم؟!

هذا كله بسبب الحصار الصهيوني، وعقوبات عباس، وخيانة المجتمع الدولي لمبادئ حقوق الإنسان، وخضوعه للتوجيهات الصهيونية، وتبعية القادة العرب لإملاءات أميركا؟!

لست أدري هل يفرح عباس حين يقرأ هذه الأرقام أم يحزن؟! إذا كان عباس ضالعًا في حصار غزة فإنه بالتأكيد سيفرح، وربما يشعر باقتراب النصر على غزة وعلى حماس؟! ولكن هل النصر يكون على الشعب الذي أعطى فتح كل شيء، أم يكون النصر على العدو الصهيوني، الذي أخذ من فتح ومن الشعب كل شيء؟!

دعونا نفترض أن غزة تحتضر في ضوء هذه الأرقام، فهل تقع مسئولية ذلك على عباس وفتح، أم على إسرائيل، أم على حماس، أم على الشعب الذي صدق يومًا فتح؟! لنقل إن المسئولية تقع على هؤلاء جميعا. فكيف يمكن لفتح عباس، وأم الجماهير أن تعالج بنيان شعب مريض، وهي التي تمارس نشر العدوى في رحابه، بحجة مقاومة حماس؟! وكيف لها أن تجتمع مع ( إسرائيل) على إفقار غزة، ونشر البطالة فيه بهذه النسب العالية، بينما هي التي وقعت أوسلو، وقالت للشعب أتيتكم بسنغافورا الشرق الأوسط؟! يا حيف؟!

الأمم لا تهلك بالجوع والفقر والبطالة. التاريخ لم يحدثنا عن أمة هلكت بالفقر، والبطالة، ولكنه يحدثنا عن أمم هلكت بالظلم، وزالت بالفساد، وبفسق المترفين فيها. أما الأمم الفقيرة التي تقيم الصلوات الخمس، وترفع أكف الضراعة للخالق الرازق فلن تهلك أبدا، ولن تركع للظالمين لأن البطالة تجتاح العمال والخريجين. الأمم الحية كأهلنا في غزة يخرجون من الحصار الظالم لا محالة، كما خرج منه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم شِعب أبي طالب. غزة كما تصورها الميثولوجيا عنقاء تخرج من الرماد، فهي لن تموت، ولن تهلك، والأمل ينتظر المتوكلين على صاحب الرزق والعطاء؟! وإذا كان العام 2018م هو العام الأقسى على غزة، فإن العام 2019م سيشهد بإذن الله انفراج الأزمة، وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.