بعيدًا عن التكاسل والملل، كانوا يمارسون مدة تدريبهم في المستشفيات بكل همة ونشاط وحيوية، وحب للمهنة، وينظرون بعين واعية إلى ما حولهم: المرضى، وشكواهم، وحديثهم، وانتظارهم في العيادات، وعدم قدرتهم ماليًّا على الذهاب إلى الأطباء في عياداتهم الخاصة لاستشارتهم، واستخدامهم الخطأ لبعض الأدوية والأعشاب الطبية.
فما كان منهم إلا إنشاء موقع إلكتروني يقدم محتوى طبيًّا من فريق متخصص بعيدًا عن المعلومات الخطأ على مواقع الإنترنت، ويتيح ميزة الاستشارات الطبية، وشاركت فكرة المشروع "طب فاكت" في مسابقة Hult Prize at Islamic University، التي تعنى بالمبادرات الشبابية النوعية، والمدعومة من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون (نوبل الشباب)، وحصد المركز الأول في الجائزة، وبذلك انتقلوا ممثلين فلسطين إلى المرحلة الإقليمية للمنافسة التي ستكون في العديد من مدن العالم.
معلومات دقيقة
فريق ثلاثي مكون من: محمد غنيم طالب في كلية الطب بالجامعة الإسلامية (مستوى خامس) المدير التنفيذي للفريق، وعبد الرحمن أحمد (مستوى سادس) مسئول الجانب التقني والتسويقي، وأحمد درويش (مستوى خامس) مسئول التدقيق والجودة.
أنشؤوا مشروع "طب فاكت" منصة لتوعية المواطن العربي المعلومات الطبية الصحيحة، لأن المحتوى العربي المتوافر على الإنترنت غير دقيق، وهناك بعض المعلومات الخطأ أو منتهية الصلاحية، لأن من يكتب ويترجم أناس غير متخصصين في الطب، ما دفعهم إلى إطلاق موقع "طب فاكت".
وقال غنيم: "الفكرة التي قدمناها موقع استشارات طبية (أون لاين)، يتيح للمريض سؤال الطبيب ويتابع معه حالته بالتحاليل، وصور الأشعة، بأنظمة اشتراك شهرية أو سنوية، مثل الأنظمة القائمة في أوروبا".
وبين أن آلية التواصل مع المريض لا تقوم فقط على نظام الرسائل (الشات)، فهناك أيضًا تواصل من طريق الفيديو، وكل طبيب لديه متابعة 20 مريضًا، وهناك أربعة أطباء مناوبين على مدار 24 ساعة، وفي أي لحظة يمكن للمريض التواصل مع الطبيب، مشيرًا إلى أن الموقع يضم نظامًا متكاملًا من أطباء وممرضين واستشاريين واختصاصيين.
واستكمل: "يمكن للمتصفح الاعتماد علينا في تقديم محتوى طبي متخصص وموثوق، وتساعد المعلومات المراجعة من فريق كبير من الأطباء المتخصصين على توفير المعلومات والنصائح الطبية للمرضى، ما يسمح لهم بالتعرف إلى حقيقة مرضهم، والأسباب التي أدت إلى ذلك لتجنبها، ونقدم الطرق العلاجية المعتمدة في البلدان المتقدمة، ونشرحها للمرضى العرب".
ويكتبون مقالات طبية من مراجعها الأصلية، ومسندة بالدليل، وتُحدث وتراجع باستمرار، وتمر المقالات التي يزود بها الأطباء الموقع بعدة مراحل من تدقيق علمي ولغوي، وتصحح أي معلومات لا تتفق مع قواعد الطب.
فريق متكامل
هم الثلاثة ممثلون للفريق، ولكن خلفهم جيش من المحررين من طلاب وخريجي كلية الطب في فلسطين والوطن العربي، ويبلغ عددهم 37 محررًا ومدقق معلومات، هم من أفضل طلاب الطب والمتخصصين في العلوم الطبية وأكثرهم كفاءة على مستوى الوطن العربي، يكتبون المقالات، ويبحثون في العديد من المراجع الطبية المعتمدة عالميًّا لتزويد المستخدم العربي بأفضل وأدق المعلومات الطبية الموجودة على شبكة الإنترنت، والمشروع يخدم أي مواطن عربي، وليس شرطًا أن يكون مريضًا.
وبين أنهم التحقوا بالمسابقة لأنها تدعم المواهب الشبابية على مستوى العالم، وتمكنوا فيها من اجتياز المرحلة بحصولهم على المركز الأول على المستوى المحلي، وهو شعور عظيم لا يوصف أنهم تمكنوا من حصد المرتبة الأولى، وهم بذلوا جهدهم ألا يكونوا أقل من ذلك حتى لا يفقدوا ثقة الناس فيهم.
وتابع غنيم حديثه: "لاقت الفكرة رواجًا، وسهلت للمرضى النفسيين سرية التواصل، بعيدًا عن نظرات من حولهم، والشائعات التي تقال عنهم، ويسّرت على الوافدين في دول الخليج والذين لا يمتلكون تأمينات صحية".
ولم يتوقفوا عند ذلك، بل طوروا الموقع بإضافة المزيد من المزايا، كأن لا تكون وسيلة الدفع إلكترونية فقط، بل نقدًا أيضًا، والتواصل من طريق الفيديو، والتنسيق مع مختبرات طبية لعمل تخفيض للمشتركين في الموقع، وإضافة خاصية التذكير بمواعيد الأدوية، وإنتاج العديد من مقاطع الفيديو لتقديم المعلومات الصحية بتطور ومنفعة للمستخدمين.
