فلسطين أون لاين

أول فريق للكاراتيه في الشرق الأوسط

البيطار الكفيف استبصر مواهبه ليحصد بطولة عالمية

...
​غزة/ مريم الشوبكي:

فقد البصر، لكن ببصيرته تعلم مؤمن البيطار (18عامًا) فنون الكاراتيه، حينما نعته مار في الطريق بالأعمى لم يعرف أن استبصاره بمواهبه لا نظره جعله يحصد المركز الثالث في بطولة دولية أقيمت بدبي عام 2016م، وهو ما زال يتسكع في الطرقات ينظر عيوب غيره.

لاعب الكاراتيه الكفيف البيطار الذي يدرس العلاقات العام والإعلام اليوم التحق بفريق رياضة الكاراتيه للمكفوفين منذ تأسيسه في عام 2015م بمدينة غزة، أول فريق كاراتيه للمكفوفين على المستوى الشرق الأوسط، وليس فلسطين فقط، ليحترفه بعد ثمانية أشهر، ويرشح لتمثيل منتخب فلسطين في أول بطولة دولية يخوضها الفريق، ويحقق تفوقًا على لاعبين مر على ممارستهم للعبة خمس سنوات.

الإدراك الحسي

يتحدث البيطار لـ"فلسطين" عن انضمامه إلى فريق الكاراتيه لذوي الإعاقة: "منذ أن قرر مدرب الكاراتيه حسن الراعي إنشاء فريق كاراتيه للمكفوفين كنت أول المنضمين له، وجدت تشجيعًا من والدي وعائلتي، وواجهت تنغيصًا من المجتمع الذي يحرّم الرياضة على ذوي الإعاقة".

ويضيف: "مثل أي إنسان أحببت ممارسة الرياضة، في البداية لا أنكر أنني تساءلت: كيف سنعلب الكاراتيه، وهي رياضة تعتمد على حركة اليدين والرجلين بناء على مشاهدة الحركات؟!، ولكن خبرة المدرب ودرايته الكاملة بكيفية لعب المكفوفين لها أنهتا جميع التساؤلات".

ويبين البيطار أن الفريق خضع لبرنامج الإدراك الحسي لتهيئتهم لإتقان الكاراتيه، بحفظ طريق الملعب، ولمس حركات الرجلين واليدين، وهو ما ساهم في إتقان التمارين.

ويشير إلى أن فوزه ببطولة دبي الدولية مع أن عمره الرياضي كان ثمانية أشهر وكان أقل اللاعبين مدة تدريبية منحه دافعًا قويًّا نحو الاحتراف أكثر في الكاراتيه.

بطولات محلية

ويذكر أنه حصل على عدة بطولات محلية، إذ حصد المركز الأول في الكاراتيه على مستوى فلسطين في عام 2017م، والمركز الأول ثلاث مرات على مستوى ناديه.

والمعابر الفلسطينية شكلت عائقًا كبيرًا أمام احتكاك "البيطار" مرة ثانية بلاعبين عرب وأجانب، إذ منعه الاحتلال الإسرائيلي من السفر للمشاركة في بطولة على مستوى فلسطين أقيمت بالضفة الغربية.

ويتساءل البيطار: "عدم منح الاحتلال ذوي الاحتياجات الخاصة تصاريح هل هو لأنهم يشكلون خطرًا عليه؟!، فهو يتعمد التنغيص على الرياضيين الفلسطينيين لأنه لا يريد الفرح لهم بتحقيق أي إنجاز رياضي، ولكن هذا الأمر لا يجعلهم ييأسون بل يصرون على مواصلة كفاحهم، من أجل السفر وتحقيق بطولات عربية ودولية".

ويضيف: "وهذا العام خرج فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في بطولة ستقام في مصر، وبعد أن وصلنا إلى الصالة المصرية لمعبر رفح البري أرجعونا دون إبداء الأسباب لنا".

ومن المهارات التي يتطلبها إتقان رياضة الكاراتيه -حسبما يذكر البيطار- الثقة بالنفس (وهي أهم عنصر)، وسرعة البديهة، والانتظام في مواعيد التدريبات.

ويؤكد أن الإعاقة لا تلغي الطاقة، قائلًا: "هناك طاقات مدفونة إن أخرجت في المكان والزمان المناسبين فسيخرج منهم عظماء، مثل: الأديب الكاتب طه حسين، والشيخ الشهيد أحمد ياسين".

الجودو

ويعكف البيطار حاليًّا على لعب رياضة الجودو منذ أربعة أشهر، إضافة إلى مواصلة تمارين رياضة الكاراتيه، كونهما رياضتين بينهما قواسم مشتركة، وهما تندرجان تحت مسمى رياضات القتال والدفاع عن النفس.

ويتطلع إلى تمثيل فلسطين في رياضيتي الكاراتيه والجودو اللتين تندرجان في الألعاب الأولمبية، التي ستنظم في اليابان عام 2020م.

ويكشف البيطار أنه سينشأ الاتحاد الفلسطيني لرياضة ذوي الإعاقة، خلال الأشهر القادمة.

ويطمح إلى مواصلة ممارسة الرياضية مثله مثل الأسوياء، وإتاحة الفرصة له للمشاركة في البطولات المحلية والدولية، دون أي عقبات، ومنع اجتياز معبري رفح وبيت حانون (إيرز).

ويناشد البيطار وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد الفلسطيني للكاراتيه، والمؤسسات المحلية والدولية، توفير دعم لأصحاب الهمم العالية مثل رياضة الأسوياء، بتوفير بدل مواصلات لهم، وتخصيص نواد وصالات رياضية تناسب احتياجاتهم، لأنهم قادرون على تحقيق إنجازات عالمية؛ فلهم الحق في المشاركة.