يقال إن حسين الشيخ هو الذي أمر بانسحاب السلطة من المعابر، وأن الأمر كان من دون علم محمود عباس نفسه؟! إذا كان الأمر كذلك فإن حكومة (إسرائيل) هي التي أمرت بذلك، لأن الشيخ لا يفعل أمرًا من نفسه قبل مناقشته مع ممثل حكومة (إسرائيل). ولكن الأمر في نظري لا يعدو عن حيلة دبلوماسية لتبرئة عباس من هذا التصرف، وإتاحة فرصة له للعودة إليه. وهنا نسأل أصحاب الحيلة: هل تعتقدون أن عباس طرطور ويجري أمر كهذا من خلف ظهره؟! وإذا حدث هذا هل يغفر عباس لمن ارتكب هذا الفعل المستهتر؟!
من المعلوم أن عباس يجمع كل خيوط السلطة بيديه، وأن رئيس جهاز المخابرات يتجسس له على كل الوزراء، وعلى كل قادة فتح، ولا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويتابعها، فهل يعقل أنه غفل عن حسين الشيخ، أو تعاون معه من خلف عباس؟! أنا شخصيًّا لا أظن ذلك.
المهم أن رجال عباس خرجوا من المعبر بعملية استلام وتسليم هادئة إلا في جوانب جزئية بسيطة، والمهم أيضَا أن رجال غزة يعملون في المعبر الآن كالمعتاد، والمهم أن المعبر مغلق، وأن وعود المخابرات بفتحه في كلا الاتجاهين لم تتحقق. فماذا بعد؟!
في المصادر العبرية الصحفية ينسبون لحسين الشيخ أن السلطة تعتزم الانسحاب من كرم أبو سالم، والمعابر الأخرى، وأن حزمة جديدة من العقوبات ستوضع تحت التنفيذ ضد غزة عند عودة عباس من الخارج؟! المصادر العبرية تكاد تعلم سابقًا ما لا يعلمه قادة فتح إلا في وقت متأخر جدًّا؟! هذه طبيعة السلطة، وطبيعة التنسيق بين السلطة (وإسرائيل). ما يجب أن يعلمه رجال فتح الأحرار، الذين يحبون حركتهم، أن حماس وغزة لن تذرف دمعة واحدة على خروج عباس من كرم أبو سالم. ولن تركع لعقوبات عباس، وستقاوم العقوبات، ولن تسمح لمؤامرة فصل غزة عن الضفة والقدس أن تمر من دون حساب. الأيام القادمة حبلى بما يؤلم المتآمرين على غزة، وعلى حياة السكان فيها، وستفك غزة مؤامرة العقوبات والإجراءات، وستأتي أيام أفضل للجميع. والفراغ الذي يحاول عباس خلقه سيملؤه وطنيون أحرار.