قائمة الموقع

تفاصيل اغتيال "أبو جهاد" بمعلومة من عميل مقرّب منه

2019-01-15T18:06:39+02:00
اغتالت (إسرائيل) القيادي "أبو جهاد" في 16 أبريل 1988

كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة في تحقيق نادر حول الوحدة الاستخباراتية "504" أن الاحتلال الإسرائيلي تمكّن من اغتيال القيادي الفلسطيني البارز خليل الوزير (أبو جهاد) بفضل معلومات استخباراتية دقيقة، أهمها ما قدمها شخص كان من المحيطين به في تونس.

وبثت القناة أمس الاثنين، تحقيقًا بعنوان "ألعاب تجسس الوحدة 504" قابلت فيها عاملين سابقين فيها تولوا مهام تشغيل العملاء في البلدان العربية وتحدثوا عن بعض أساليب عملهم وتجاربهم.

واغتالت (إسرائيل) في 16 أبريل 1988 القيادي "أبو جهاد" أحد أهم قيادات حركة "فتح" وجناحها المسلّح في منزله بتونس، بالتزامن مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وروى الجنرال شموئيل ايتنغر نائب قائد الوحدة الإسرائيلية سابقا عن اغتيال خليل الوزير أن "أبو جهاد" كان مدرجا على قائمة المرشحين للاغتيال منذ تنفيذ عملية ميونيخ، ولأنه قائد الجناح العسكري (القطاع الغربي) في منظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيسها.

ويتابع الجنرال الإسرائيلي "أحببت أبو جهاد واحترمته كثيرًا. فقد تعرفت عليه بعمق من خلال التحقيقات والمعلومات الاستخباراتية وتعرفت على كيفية تعامله الراقي مع رجاله، واكتشفت أنه ذكي ومثقف يمتاز برؤية واسعة وعندي ثقة مطلقة. لو أن أبو جهاد بقي لكان هو الرجل الذي صنعنا معه السلام الحقيقي، فهو رجل بكل ما تعنيه الكلمة ولكننا تنازلنا عنه".

وزعم أنه من أجل تنفيذ عملية الاغتيال لجأت الوحدة الإسرائيلية لـ"عميل" كان يعمل في محيط أبو جهاد في تونس، مكتفيا بالقول إنه شاب ويرغب بمقارعة من كانوا حول أبو جهاد.

وكشف ايتنغر أن رئيس حكومة الاحتلال وقتها اسحاق شامير رفض المصادقة على عملية الاغتيال إلا بعد سماعه مباشرة للعميل مصدر المعلومات الأساسي عن خليل الوزير والاحتفاظ به في "إسرائيل" ريثما تنجز المهمة، وفعلا هذا ما تم.

وكشف أنه جرى استقدام العميل إلى "تل أبيب" عن طريق عدة دول أكثر من مرة "وفي واحدة منها تم إيداعه داخل شقة وإغلاقها عليه من منطلق أنه مخبر ولا يستحق الاهتمام به أكثر من ذلك".

ويزعم أن العميل الذي لم يقدم أي تلميح عن هويته سوى عن كونه شابا يرغب بالمقارعة والانتقام يقيم اليوم في دولة أجنبية، وأنه ما زال على اتصال معه بعدما أجروا له وقتها حفلة وداع ومنحوه مبلغا دسما مقابل خدماته.

وادّعى أن "العميل الشاب" في حينه سُئل عن مركبة تقف في مدخل بيت أبو جهاد وفيها شخصان بشكل دائم فقال "هذا محمد وعبد الله وهما يغطان دائما في نومهما داخل المركبة ولا تكترثا بهما، وبالفعل حينما اقترب أحد جنودنا المشارك بالعملية قرع نافذة المركبة وبيده خريطة كأنه يرغب بالسؤال عن الطريق، وفي ثوان تمت تصفيتهما، ولما انتهت العملية بنجاح قال العميل متسائلا الآن اعتقد أنكم تصدقونني وتثقون بي".

وأشار الجنرال الإسرائيلي الى أن كافة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فشلت قبل ذلك باغتيال الوزير بسبب نجاحه في اكتشاف المحاولات، كما اعترف مسؤولون سابقون بفشلهم باغتيال الراحل ياسر عرفات عدة مرات في لبنان بسبب تدابير الأمن والحيطة التي قام بها.

واعتبر التحقيق التلفزيوني أن الوحدة 504 وحدة استخباراتية صغيرة مقارنة مع "شقيقتها الأكبر الوحدة 8200" تمتاز بكفاءات رجالها وإجادتهم للغة العربية ومعرفتهم الواسعة للثقافة العربية وبقيامها بأعمالها دون أي ضوابط أخلاقية أو خطوط حمراء.

وردًّا على سؤال يقول الجنرال في جيش الاحتياط الإسرائيلي داني عفروني قائد لواء الشمال في "504" سابقا خلال التحقيق التلفزيوني إن معظم العملاء يأتون ويعرضون خدماتهم، وإن تشغيلهم يتم من خلال نقاط ضعف كالرغبة بالانتقام والحصول على المال أو الحشيش أو النساء.

وتابع "في أحيان كثيرة كان هؤلاء الجواسيس يكتشفون أنهم يعملون مع مخابرات إسرائيلية لا أجنبية في مرحلة متأخرة من تجنيدهم، وقبيل عملية التجنيد كنا نجري تحقيقات حول الشخص من هو وفي أي حي ترعرع وفي أي مدرسة تعلم من أجل استكشاف نقاط الضعف هذه ومنها نتسلل".

اخبار ذات صلة