فلسطين أون لاين

​المغدور "برجس".. 40 رصاصة من أجهزة السلطة لمجرد الشك

...
القدس المحتلة/ غزة - يحيى اليعقوبي:

بسيارته التي تحمل لوحة صفراء كان إياد برجس (25 عاما) على موعدٍ, الساعة السابعة والنصف مساءً مع صاحب معمل البناء في بلدة الرام شمال القدس المحتلة لتسلم أجرته اليومية بعد يوم عمل شاق أمضاه في عمله، ليعود بها لطفله الرضيع كنان الذي لم يتجاوز الشهرين.

لكن عشرات الرصاصات أطلقها أحد أفراد أجهزة أمن السلطة الأحد الماضي على سيارته كانت أقرب من "لقمة العيش".

يروي محمد برجس ابن عم المغدور التفاصيل لصحيفة "فلسطين" اليوم الثلاثاء: "كان إياد متجها لبلدة الرام بواسطة سيارته (تحمل لوحة صفراء) برفقة ابن عمه الآخر حسين برجس، لأخذ أجرته من صاحب العمل، وأثناء مرورهما على نقطة للشرطة طلبت منهما التوقف".

وأضاف: "لم ينتبه إياد لطلب التوقف فواصل المسير، فأطلق أحد أفراد تلك القوة نحو 40 رصاصة من مسافة أقل من عشرين مترا، أصابته رصاصتان من الخلف، واحدة دخلت القلب وقطعت الشريان الرئيسي، والثانية اخترقت منطقة الخاصرة، فارق الحياة على الفور".

وتابع برجس: "عندما تقدم أحد أفراد تلك القوة فتح باب السيارة ووجد إياد تغطيه الدماء، فيما لم يصب ابن عمه فطلب منه الترجل منها، لكنه رفض النزول خوفا من إعدامه، فهرب ذلك الشرطي وقام ابن عمه وصاحب العمل بمحاولة إسعافه".

لتقوم بعد ذلك الشرطة بنشر خبر استباقي للحادثة بأنه جرى إطلاق النار من مجهولين على مقر الشرطة بالرام شرقي القدس للتغطية على الجريمة. وفق ابن عم المغدور.

"كنا نتمنى أن يستشهد على يد الاحتلال على الأقل سنعزي أنفسنا، لكن للأسف رصاصة الغدر جاءت من الشرطة لمجرد الشك" قالها برجس بحسرة على واقع الحال.

ولفت إلى أن الشرطة الخاصة التابعة للسلطة اعتدت على أفراد العائلة بمستشفى رام الله بقنابل الغاز والضرب، لإخراجهم من المشفى ليكتمل مسلسل التغطية علىالجريمة.

بعد الحادثة، حسبما يذكر برجس، حضرت جاهة من مكتب رئيس السلطة ورئيس حكومتها وأعضاء من قادة حركة "فتح" يتقدمها عضو اللجنة التنفيذية للحركة عباس زكي وتعهدوا بتشكيل لجنة تحقيق.

وبين أن العائلة رفضت دفن ابنها المغدور إلا بعد اعتراف صريح من السلطة بقتله، وأنه بريء من التهم التي وجهتها إليه الشرطة.

"اعترفت السلطة بالجريمة واعتبرته شهيد لقمة العيش وستقيم له جنازة عسكرية اليوم"، يعلق ابن عمه على ذلك: "قبلنا هذه الجنازة على مضض، لأنه عندما توجه رصاصة الغدر ممن يتوجب عليه أن يحميك من رصاص الاحتلال فهذه كارثة كبرى.. ثم يقتلونك ويمشون بجنازتك".

وسينطلق موكب تشييع "إياد برجس" اليوم الثلاثاء من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، ثم سيشيعه أهالي قرية "الجديرة" شمالي غرب القدس بعد صلاة الظهر، بحسب محمد برجس.