تعتزم الإدارة الأميركية عقد مؤتمر دولي في شهر فبراير القادم في وارسو عاصمة بولندا. المؤتمر الدولي يهدف أميركيًّا إلى مواجهة السياسيات الإيرانية التي تبعث على عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. أميركا دعت (إسرائيل) لحضور المؤتمر، ودعت دولًا عربية منها المملكة ودول الخليج ومصر والمغرب. (إسرائيل) رحبت بالمؤتمر علنًا، والدول العربية لم تعلق عليه حتى اللحظة. أميركا تبحث فيما يبدو عن أدوات إقليمية لمواجهة النفوذ الإيراني. أميركا التي تنسحب من سوريا، مقرة بالنفوذ الإيراني فيها، تدعو أدواتها الإقليمية لمواجهة إيران حيثما تكون.
(إسرائيل) تبدو سعيدة بفكرة المؤتمر لا لأنه سيجمعها بدول عربية خليجية فحسب، بل لأنها تستطيع أن تكون عرابة المؤتمر، والدولة المؤهلة لمتابعة مخرجاته، وستجد الدعم العربي الكافي لإتمام المهمة. وهنا أقول: إذا كانت مصالح (أميركا وإسرائي ) ستتحقق من خلال هذا المؤتمر، فما مصالح الدول العربية التي يمكن أن تتحقق؟ هل ستحرص (إسرائيل وأميركا) على مصالح الدول العربية؟! وكيف؟!
إذا كانت إيران مصدر قلق وعدم استقرار في المنطقة، وهي لا تحتل أراضي دول أخرى، فهل (إسرائيل) مصدر استقرار، وهي التي تحتل الأراضي الفلسطينية، والأرض العربية؟! (إسرائيل) أنشئت أوروبيًّا لهدم استقرار منطقة الشرق الأوسط لمئات السنين، وقد قامت بالدور المطلوب منها بجدارة برعاية أوروبية أميركية. واليوم تحصد دولة العدو ثمن الكراهية التي بثتها في المنطقة، وثمن النار الطائفية التي أشعلته، وثمن داعش، والإرهاب الذي قذفت فيه أماكن عربية وإسلامية ودولية. الثمن يتضمن سيادة كاملة على قرار المنطقة، وحضور نافذ في مؤتمر وارسو الدولي، وإيران تجد نفسها محاصرة من إسرائيل وأميركا والدول المشاركة في المؤتمر القادم. ماذا يجب على إيران أن تعمل؟! هل بمكنة إيران أن تدعو لمؤتمر موازٍ يبحث دور دولة العدو في عدم الاستقرار؟! هل لدى إيران المال الكافي والعلاقات الكافية؟! إيران وحدها هي من تستطيع الإجابة. المنطقة أمام مشروع محاصرة، وتطبيع؟!