45 مقدسيًّا من عائلة الصباغ، صمدوا لسنوات طويلة أمام قرارات محاكم الاحتلال الإسرائيلية، بإخلاء منزلهم المكون من 5 طوابق، لصالح جمعيات استيطانية زورت وثائق بملكية أرض المنزل ومنازل أخرى في حي كرم الجاعوني إلى الشمال من البلدة القديمة، بمدينة القدس المحتلة.
وبعد محاولات عائلة الصباغ عبر فريق الدفاع من المحامين، دحض ادعاء جمعيات المستوطنين، لم تنظر محاكم الاحتلال بالأدلة والبراهين التي عرضها فريق الدفاع، لتفاجئ العائلة بقرار سلطات الاحتلال إخلاء المنزل حتى قبل الـ23 من الشهر الجاري.
وناشد محمد الصباغ، صاحب البيت، السلطة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية والعربية للتدخل لوقف سياسة التهجير الإسرائيلية، بعد أن هجروا من أراضيهم عام 1948م.
وأوضح الصباغ في حديث لـصحيفة "فلسطين" أن ما تسمى بـ"دائرة الإجراء" التابعة لسلطات الاحتلال، سلّمته أمرا تطالبه وأشقاءه الخمسة وأبناءهم بإخلاء بيتهم قبل الـ23 من الشهر الجاري لصالح المستوطنين.
وحمل المواطن المقدسي، مسؤولية تهجيره من بيته وأرضه مجددًا إلى وكالة وغوث وتشغيل اللاجئين والسلطات الأردنية، إذ بنيت بيوتهم من قبل الأونروا ووزارة التعمير الأردنية عام 1956، لتوفير السكن لهم بعد أن هُجِّروا من مدينة يافا.
من جهته، أفاد الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس أن محكمة الاحتلال العليا رفضت طلب عائلات الشيخ جراح توسيع هيئة القضاة من ثلاثة إلى خمسة محامين، استئنافا للمحكمة العليا بقرارها الذي رفضت فيه طلب العائلات فتح ملف ملكية أرض الشيخ جراح.
ولفت الائتلاف في بيان وصل "فلسطين" إلى أن محكمة الاحتلال ردت بتاريخ 15/11/2018 استئناف عائلتي الصباغ وحماد على قرار محكمة الاحتلال المركزية الذي تقدم به محامو عائلات الشيخ جراح، مطالبين بفتح ملف ملكية الأرض في الجزء الشرقي من الحي، متحدين بذلك ادعاء المستوطنين ملكيتهم للأرض، بذريعة التقادم، لتؤكد المحكمة العليا على قرار المحكمة المركزية، وترفض نقاش ادعاءات المستوطنين بالملكية.
وفي حديث سابق، أكد رئيس فريق الدفاع عن حي كرم الجاعوني في القدس المحتلة، المحامي حسني أبو حسين، امتلاك الفريق أوراقًا ووثائق تبطل ادعاءات الجمعيات الاستيطانية في ملكيتها أراضي وبيوت الحي الذي تحاول الاستيلاء عليه.
وشدد أبو حسين في حديث لصحيفة "فلسطين"، على بطلان الأوراق كافة التي تدعي الجمعيات الاستيطانية صحتها، قائلًا: "أوراق المستوطنين مغلوطة بالكامل، ولا يوجد لها أي أساس من الصحة، ولا تمت بصلة لأرض حي الجاعوني أو الشيخ جراح".
وأضاف: "المستوطنون كذبوا وغشوا مسجل الأراضي عام 1972، ومسجل الأراضي كان من واجبه القانوني أن يفحص هذه الأوراق، ولم يفحصها".
وكرم الجاعوني حي مقدسي يقع إلى الشمال من البلدة القديمة في القدس المحتلة، على أراضي حي الشيخ جراح، إذ يملك سكانه أراضي بنيت عليها بيوت لهم، عقب هجرتهم عام 1948 إلى شرقي القدس.
الخبير في شؤون الاستيطان، خليل التفكجي مدير دائرة الأراضي في بيت الشرق ، خليل التفكجي، أوضح أن هذه الإجراءات هي سياسة إسرائيلية تعمل على تطويق الأحياء المقدسية، واختراقها ثم تفتيتها لصالح التجمعات الاستيطانية.
وقال التفكجي في حديث لـصحيفة "فلسطين": "يستخدم الاحتلال أسلوب التفكيك بطرده أهالي البيوت للسيطرة عليها"، مبينًا أن هذه القرارات تهدف لتطبيق مخططات إسرائيلية لتهجير المنطقة من أهلها لربط شرقي القدس بسلسلة المستوطنات الإسرائيلية.