لم يعد حل الدولتين لشعبين ممكنا. الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قضت ميدانيا وسياسيا على حل الدولتين. ربما كان طرح هذا الحل من قبل بوش الابن وتعامل حكومات الاحتلال معه خدعة لكسب الوقت، وتوسيع الاستيطان دون مشاكل، والسيطرة على التوجهات العربية. وربما كان فكرة جيدة للحل في نظر أميركا ولكن دولة الاحتلال أجهضت هذه الفكرة عمليا، وجاء ترامب ليعلن وفاتها أميركيا وسياسيا.
حل الدولتين أصبح الآن من الماضي، والماضي دريم كما يقولون. ولكن مركز الأمن القومي برئاسة يدلين رئيس أمان السابق يحاول أن ينبش الردم، وأن يزيحه ، فيقترح على دولته تطبيق حل الدولتين من خارج المفاوضات بحسب الرؤية الإسرائيلية، لأنه لا يمكن الوصول لرؤية إسرائيل من خلال المفاوضات. والهدف عنده من النبش في الماضي هو إجهاض فكرة حل الدولة الواحدة، التي بات أكثر رواجا في الأوساط الفلسطينية.
حلّ الدولة الواحدة يحمل من وجهة نظره أخطارا كبيرة على بقاء دولة إسرائيل، وفشل حل الدولتين يشجع على فرض حل الدولة الواحدة فلسطينيا ودوليا، لأن مقاومة الشعب الفلسطيني لن تتوقف، وفائض القوة الإسرائيلي ليس حلا لهذه المشكلة.
حل الدولة الواحدة ربما يستحق التفكير والتبني فلسطينيا في زمن اختلال الموازين. وفي زمن فشل حل الدولتين، وفي زمن عدم القدرة على تطبيق القرارات الدولية، التي سبقت النكبة أو تلتها مباشرة. حلّ الدولة الواحدة يعالج مشاكل الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي، والتواطؤ الدولي، ويمكن الأطراف من تجاوز ديمومة الصراع، وسنحاول في مقال لاحق مقاربة حل الدولة، ومدى تقبل المجتمع الدولي له.