فلسطين أون لاين

انفصاليون

لن يذرف سكان غزة الدموع لأن فتح ألغت مهرجان الانطلاقة. بل يقول السكان : حسنا فعلت، لتفادي الخصومة مع فتح دحلان. ولن يذرف السكان الدموع أيضا لسحب السلطة عناصرها من معبر رفح البري مع مصر. لم يشعر سكان القطاع بتحسن على حياتهم في الأشهر الماضية خلال تسلم السلطة لمعبر رفح. الحصار هو الحصار، ومعاناة المسافرين من غزة إلى القاهرة هي المعاناة نفسها وأشد. بقاء رجال عباس، أو مغادرتهم، سواء بسواء. ويجدر بغزة أن تعود إلى المعبر، وتدبر أمرها بنفسها، إلى أن يأذن الله بمصالحة وطنية كريمة.
قلنا في مقال سابق: إن عباس لا يريد شراكة مع حماس، بل ولا يريد غزة على ما هي عليه الآن، ولأنه يفضل الانفصال عن غزة بشكل نهائي، على قاعدة:( يا بنشيل، يا بتشيلوا؟!) فإنه لا يرف له جفن عند اتخاذه عقوبات جديدة ضد سكان غزة. عباس الكاره لغزة لا يفرّق في العقوبات بين مواطن ومواطن، ولا بين حماس وفتح غزة، فكلهم في نظره يستحقون العقاب، ولا يستحقون راتبا ولا دواء، ولا كهرباء، ولا أدنى من ذلك؟!
فتح غزة حطمت تلفزيون فتح الضفة، لأن الأخيرة قطعت أرزاق الأولى، وفتح الأولى اتهمت حماس بالجريمة، وقررت نشر الفوضى بغزة، وتشديد العقوبات، ولكن غزة رفضت الجريمة، ورفضت اتهام حماس، وطالبت فتح الضفة بتحمل المسئولية الوطنية، والإقلاع عن التهديدات الفارغة، كتلك التي أطلقها حسين الشيخ الطريفي، فغزة باتت تملك حصانة ضد الفوضى، وترفض التعاون مع من يخدمون يهود عن ولاء وقناعة، أو عن مصالح مالية ووجاهية.

هل تغادر سلطة رام الله المعابر الأخرى مع الطرف الإسرائيلي، أم ستبقى فيها لأن البقاء فيها مربح ماليا؟! الأيام القادمة ستجيب عن السؤال، وسواء بقيت، أو انسحبت، فإن غزة لن تذرف دمعة واحدة. غزة وطنية وهي موجودة في القدس، ومدن الضفة بقوة، ولن تقبل غزة جريمة الانفصال التي يقترفها من يكرهون غزة، ويعاقبون سكانها، لأن العدو أسلمهم مال غزة ، ومال الضفة، ومال الشعب.