قائمة الموقع

الطفل عبد الوهاب موهبة لا تلقى رعاية

2019-01-08T09:34:41+02:00
الطفل عبد الوهاب

يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وسيتعلم الصينية، ويتقن برمجة الألعاب على الشبكة العنكبوتية، وعند السؤال: من علمه كل هذا؟، يكون الجواب بكل بساطة: "أنا وحدي، وبجهدي ونشاطي الشخصي."

من قرب تراه كأي طفل عادي، وما إن تحاكيه حتى تراه طفلًا متميزًا ذكيًّا، غير أطفال زمانه، يتحدث بهدوء وطلاقة وأدب جم، وملامحه الطفولية تغلب عليه أحيانًا خلال حديثه المشوق، وبراءة كلماته كبراءة طفولته.

ما سبق انطبق على الطفل عبد الوهاب محمد القزق (13 عامًا) من سلفيت، الذي لم يتخرج في معهد للغة الإنجليزية، بل هو يحكي عن نفسه بنفسه كيف تعلمها وأتقنها فيقول: "تعلمت اللغة الإنجليزية من الإنترنت ومواقع التواصل، وبجهد ذاتي دون مساعدة أحد، سوى تشجيع من والدي، وكنت أحاور الأجانب من مختلف الدول الأوروبية، وكل من يتقن اللغة الإنجليزية من مستخدمي الإنترنت".

ولا يفارق الطفل القزق جواله، فيحمله معه أينما حل وارتحل، ويتجول بين المواقع والألعاب، ويتواصل مع أصدقائه العرب والأجانب، ومع والديه، وشقيقاته الثمانية، عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، ويرتب أوقاته لتفحص مختلف المواقع والتطبيقات دون كلل أو ملل، هو وحيد أبويه من الذكور، وآخر العنقود.

عبد الوهاب لدى سؤال مراسلنا له عدة أسئلة باللغة الإنجليزية واستخدامنا بعض العبارات، صحح اللفظ، وترتيب بعض الكلمات؛ فهو لا يتقن فقط التحدث بالإنجليزية، بل أيضًا يتقن قراءتها وكتابتها، وقواعدها الجميلة، والمتعبة بنظر طلبتها.

موهبة جميلة للطفل عبد الوهاب، وكذلك درجات دراسية أجمل، فيقول: "درجتي في الإنجليزية 100%، والبقية ممتاز"، فحبه للإنجليزية وشغفه بها لا يعنيان إهمال المواد الأخرى، فالوقت عنده من ذهب، وهو يلعب ويلهو، ولكن في أوقات فراغه، وبحسب توقيته هو، فتراه يتحكم بوقته رغم طفولته، وهو مطيع لوالديه، ولا يخالف لهما طلبًا، ويصوم ويصلي.

وماذا عن اللغة الصينية؟، يذكر عبد الوهاب أنه يردد بعض العبارات منها، وأنه تعلمها من الإنترنت، ويطمح إلى إتقانها كما يتقن الإنجليزية إلى جانب العربية، فالتعلم في الصغر كالنقش في الحجر، كما يقول.

كل ما وجده الطفل عبد الوهاب هو بعض الكلام المشجع من معلميه في مدرسة سلفيت الثانوية، لكن عبارات التشجيع لم تترجم على أرض الواقع؛ فوالده يعمل في التجارة، ولديه ثلاث شقيقات يدرسن في الجامعات، وهو ما يستنزف الوالد ويرهق العائلة جدًّا.

عبد الوهاب طفل موهوب، لكن لا يجد الصدى المطلوب، أو الرعاية والاهتمام إلا من والده الذي يسارع إلى التعريف بموهبة طفله، والأصل أن أي موهبة تستثمر وتدعم، ولكن الطفل عبد الوهاب رغم عدم الدعم -ولو معنويًّا- مصمم على مواصلة مشوار موهبته وتطويرها، فبنظره خدمة الوطن تكون بطرق عدة، منها تطوير مهاراته وصقلها، ولو بجهوده الذاتية المتواضعة.

اخبار ذات صلة