قلنا في حدث الاعتداء على تلفزيون فلسطين في غزة في مقال سابق: من فعلها؟ ولماذا؟ وخمَّنَّا أن الذي فعلها لا بد أن يكون شخصًا أو مجموعة أشخاص من حركة فتح ممن قطعت رواتبهم، وفقدوا مصادر رزق أولادهم، وجاءت تحقيقات الداخلية بغزة مؤكدة هذا التخمين، بعد إلقاء القبض على الفاعلين، والاستماع لأسباب فعلتهم من وجهة نظرهم، وأبلغت الداخلية حماس والفصائل بنتائج التحقيق.
لم تقف فتح عند مسؤولياتها وظلت تكيل الاتهامات جزافًا لحماس، دون أن تلوم رئيسها الذي قطع أرزاق أبناء فتح، وما زال يهدد بالمزيد من العقوبات المفاجئة. فتح الحاكمة تتسلط على فتح المحكومة، دون إعادة النظر في مآلات هذا التسلط؟! فتح الشعب تلعن فتح المتحكمة بالرواتب، وفتح مالكة المال تهدد بجديد مؤلم ودقيق بعد عودة الرئيس؟!
فتح الإصلاحية تستنكر قطع الرواتب، وترى على لسان المشهراوي أن من يدمر فتح لا يحق له الاحتفال بانطلاقتها. وفتح القواسمي وعزام ترى أن الاحتفال بالانطلاقة هو اليوم الاثنين ظهرًا في أرض السرايا في غزة رغم أنف داخلية غزة وحماس؟! والداخلية في غزة ليست ضد الاحتفال، ولكنها ضد ما يمكن أن يحدث في الاحتفال من صراع وشجار بين مكونات فتح، على خلفية الرواتب، والتنافس، والداخلية ليست على استعداد لأن تضحي بالأمن والاستقرار من أجل خاطر هذا أو ذاك.
غزة التي صبرت على الحصار، وعلى العقوبات، وعلى قطع الرواتب، لا تصبر على عودة الفلتان الأمني، وعليها بحسب آراء الجمهور أن تضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه تفجير الأمن في غزة، تحت يافطة الاحتفال بالانطلاقة. وعلى الفصائل مجتمعة حماية المجتمع في غزة من الفلتان الأمني، ومساعدة الداخلية في ضبط الأمن. ونقول لفتح الاحتفالات لا تكون بالدم، بل تكون في الأمن والاستقرار.