"الشعب يريد إنهاء الانقسام".. بهذا الشعار هتف أهالي أسرى قطاع غزة، خلال مشاركتهم في الاعتصام الأسبوعي اليوم أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.
وناشد الأهالي حركتي فتح وحماس لإعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي، من أجل العمل وطنيًّا على الإفراج عن أبنائهم القابعين في سجون الاحتلال، مؤكدين أن الانقسام زاد من تغول إدارة السجون على الأسرى.
وأكدت والدة الأسير مجدي ياسين أن الانقسام السياسي أضر بكل مكونات الشعب الفلسطيني، وزاد من جرائم إدارة السجون.
وتحلم ياسين (وهي من سكان حي الزيتون جنوبي مدينة غزة) باليوم الذي يتحرر فيه نجلها وتحتضنه بحرية بعيدًا عن ظلمات السجن، وأشارت إلى أنها تنتظر هذا اليوم على أحر من الجمر.
ودعت الكل الفلسطيني للعمل على إنهاء الانقسام والتوحد لإنهاء معاناة الأسرى القابعين خلف القضبان، "لأنهم من ضحوا بزهرات شبابهم وأفنوها خلف أسوار سجون الاحتلال، دفاعًا عن أرضهم ووطنهم".
واعتقل الاحتلال الإسرائيلي الأسير مجدي ياسين في الخامس من نيسان (أبريل) عام 2007م، وحكم عليه بالسجن 18 عامًا، لانتمائه لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ووجهت له عدة تهم تتعلق بالمشاركة في إطلاق صواريخ على المستوطنات المجاورة لقطاع غزة، والمشاركة في تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
تفرد السجان
وعلى مقربة من ياسين، جلست نسرين جابر، محتضنة بين يديها صورة لشقيقها محمد، المعتقل في سجن "إيشل"، ويقضي حكمًا بالسجن 18 سنة، أمضى منها 17.
وقالت جابر لصحيفة "فلسطين": "يعاني الأسرى كثيرًا خلف قضبان السجون، خاصة في فصل الشتاء، إذ يمنع الاحتلال إدخال الأغطية والملابس الشتوية، التي تقيهم برد الشتاء القارس"، مشيرة إلى أن إدارة السجون تتفرد بالأسرى مع غياب المؤسسة الرسمية الفلسطينية.
وذكرت أن الاحتلال يحرمها زيارة شقيقها منذ ثلاثة أشهر، وتنتظر الخامس من شباط (فبراير) القادم على أحر من الجمر -وهو موعد الزيارة- كي تلتقيه وتطمئن عليه.
ولا يختلف الحال كثيرًا لدى بديعة عنبر والدة الأسير رامي عنبر، المعتقل منذ 30 أيار (مايو) عام 2002م، من على حاجز أبو هولي، الذي كان يربط وسط القطاع بجنوبه، ويقضي حكمًا بالسجن 18 عامًا، فدعت عنبر لإنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية لتحرير الأسرى.
وأكدت لصحيفة "فلسطين" أن الانقسام أثر كثيرًا في قضية الأسرى الذين يأملون تحقيق الوحدة الوطنية، والوقوف مع حقوقهم العادلة، ووقف الجرائم الممارسة عليهم حتى تحريرهم من خلف القضبان.
وقالت عنبر: "جرائم الاحتلال زادت على شعبنا وأسراه؛ بسبب الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة"، مشددة على ضرورة الالتفاف حول قضية الأسرى وتدويلها، والتوحد لأجل إطلاق سراحهم من خلف القضبان.
وردد عدد من أهالي الأسرى خلال اعتصامهم هتافات تدعو لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية من أجل إنهاء معاناة الأسرى، مطالبين اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمؤسسات الحقوقية, ورؤساء الدول العربية, بتبني قضية أبنائهم, والضغط للإفراج عنهم.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال نحو 6500 أسير، منهم 50 أسيرة، منهن 19 مريضة، ويعاني 25 أسيرًا مرض السرطان من مجمل أعداد الأسرى المرضى البالغ نحو 1200 مريض.