"خائن.. خائن" بهذا الهتاف استقبل أهالي مدينة بيت لحم بمسلميها ومسيحييها موكب بطريرك الروم الأرثوذكس "كيوريوس ثيوفيليوس الثالث" في ساحة كنيسة المهد، والمتهم بتسريب عقارات تابعة للكنسية الأرثوذكسية لسلطات الاحتلال الإسرائيلية.
ويتهم فلسطينيون بينهم مسيحيون "ثيوفيليوس الثالث" بإبرام صفقات مشبوهة مع جهات إسرائيلية "لبيع أو تأجير عقارات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية".
ووصل موكب البطريرك إلى ساحة كنيسة المهد أمس، وسط إجراءات أمنية فلسطينية مشددة، رافقها صيحات المتظاهرين بالـ"خائن .. خائن" و"الكنيسة مش للبيع".
وأفاد مصدر -فضّل عدم الكشف عن اسمه- لصحيفة "فلسطين" أن أجهزة الأمن التابعة للسلطة في بيت لحم، قمعت متظاهرين سلميين احتجّوا ورفضوا استقبال البطريرك "ثيوفيلوس الثالث".
وذكر المصدر أن أمن السلطة فض الوقفة الاحتجاجية ومنع الصحفيين من التصوير، كما فتش عناصر الأمن كاميرات الصحفيين للتأكد من عدم التقاط أي صور أو فيديوهات لقمع الوقفة الاحتجاجية.
بدورها، أكدت القوى والهيئات والمؤسسات والشخصيات والفعاليات العربية الأرثوذكسية في فلسطين، والحراك الشبابي العربي الأرثوذكسي، على استمرار مقاطعة استقبال بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث وأعوانه في بطريركية الروم بمدينة القدس المحتلة، بمناسبة أعياد الميلاد للمسيحيين الشرقيين.
وشددت على الأهمية القصوى للموقف الوطني الموحد في فلسطين، لمواجهة عمليات البيع والتسريب للشركات والجمعيات الاستيطانية التي تقودها سلطة البطريركية الأرثوذكسية.
وصباح أمس، بدأت في مدينة بيت لحم، احتفالات الطوائف المسيحية، التي تسير حسب التقويم الشرقي.
وبيت لحم مدينة تاريخية تقع جنوبي الضفة، وتكتسب قدسيتها من احتوائها على كنيسة المهد التي يعتقد أن المسيح ولد في الموقع الذي قامت عليه.
حماية الخائن خيانة
وعلّق نشطاء وصحفيون فلسطينيون في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول حماية أجهزة أمن السلطة لموكب البطريرك، في إجماع واضح على أن حماية الخائن خيانة".
الصحفية الفلسطينية شذى حماد، كتبت عبر صفحتها في "فيسبوك" منشوراً عنونته بـ"حماية الخائن.. خيانة".
وأردفت حماد في منشورها: "غير المستحق ثيوفيلوس يصل اليوم (أمس) كنيسة المهد وسط مقاطعة شعبية واسعة، إذ تم الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد قبل وصوله، ولم تستقبله الكثير من الشخصيات المؤسسات وقاطعته كذلك معظم الفرق الكشفية".
وأكّدت أن "غير المستحق" -كما وصفته- سرّب عقارات وأراضي بآلاف الدونمات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية إلى الجمعيات الاستيطانية في القدس والداخل المحتل عبر صفقات كبرى.
من جهته، علّق الناشط الفلسطيني عبد الرؤوف خضر، بالقول: "كل الفلسطينيين بمسيحييهم ومسلميهم وسامرييهم يرفضون تواجد ثيوفيلوس مسرب عقارات الوقف إلى الاحتلال في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، ولكن تأبى سلطة حركة فتح في الضفة إلا قمع المتظاهرين وعسكرة أجواء المدينة لعيون هذا الخائن".
وتمم منشوره بالقول: "كل من يحمي الخائن فهو خائن مثله مهما كانت رتبته".