وصف القيادي الفتحاوي عبد الحميد المصري، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه "موظف" لدى السلطة، محذرا في الوقت نفسه من سياسة قطع الرواتب التي ينتهجها، كما تساءل: كيف لعباس الذي يتفق مع رئيس "الشاباك" الإسرائيلي بنسبة 99% أن يصف شعبه "بالجواسيس"؟
تصريحات المصري لصحيفة "فلسطين"، تأتي بعد يوم من تهديد عباس بـ"قطع" ما قال إن السلطة تدفعه لقطاع غزة، مدعيا أنه يصل إلى 96 مليون دولار شهريا، وهو رقم يشكك به المراقبون.
وقال المصري لصحيفة "فلسطين": ما ندفعه من مستحقات للسلطة حق للشعب الفلسطيني، وعباس لا يصرف على شعبنا من جيبه الخاص، بل من مقدرات الشعب التي سيطر عليها عباس بطرق "غير شرعية"؛ وفق قوله.
وأوضح أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقطع عباس "قرشا واحدا" بل عليه أن يزيد ويدفع كل ما يأخذه من غزة لأهل غزة.
واتهم المصري، عباس بأنه يعاقب شعبه منذ سنوات بلا أي مبرر، وهو لا يريد المصالحة الوطنية.
وعن الإجراءات العقابية الجديدة المحتملة، قال المصري: "عودنا عباس على أن يرتكب كل الموبقات دون وازع من ضمير"؛ على حد قول القيادي الفتحاوي.
وتابع: الشعب الفلسطيني منذ سنوات وهو يعاني من الحصار الذي يشترك به عباس بشكل أو بآخر، بالتالي الأخير سيزيد قليلا من "القهر والاضطهاد والحصار" على شعبنا الذي سيبقى حيا رغم ذلك.
وردا على اتهام عباس المحسوبين على التيار الإصلاحي في حركة فتح بأنهم "جواسيس"؛ على حد تعبيره، قال المصري: "شر البلية ما يضحك، كيف لمن يدعي ليل نهار أن التنسيق الأمني مع (إسرائيل) مقدس وأنه يمر من تحت بساطير الاحتلال وينسق مع جهاز الشاباك ويتفق معه بنسبة 99% أن يتهم شعبه بالجواسيس؟".
ونبه المصري إلى أن الشعب الفلسطيني مناضل ضحى بكل شيء من أجل فلسطين.
وبشأن تحطيم عدد من الأشخاص بعض محتويات مقر تلفزيون فلسطين التابع للسلطة، أول من أمس، أدان المصري التعدي على أي مؤسسة عامة على اعتبار أنها ملك للشعب الفلسطيني.
لكنه حذر من أن "ردات فعل كبيرة جدا وخطيرة" على الوضع العام والهدوء والأمن والسلم الاجتماعي، ستكون ممن قطعت السلطة رواتبهم، وهم بالآلاف.
وأمس، قالت وزارة الداخلية في غزة: إنها تعرفت على هوية الأشخاص الذين حطموا بعض محتويات تلفزيون فلسطين، وعددهم خمسة أشخاص ينتمون لحركة فتح وجميعهم من موظفي السلطة الفلسطينية الذين قطعت رواتبهم مؤخرا، وتبين أن أحدهم يعمل موظفا في التلفزيون نفسه وقد قُطع راتبه الشهر الماضي.
ونبه المصري إلى أن السلطة تقطع رواتب أسر فيها أطفال وأبناء في المدارس والجامعات، مردفا: "قطع الأرزاق من قطع الأعناق، ومن يقطع رزقه أحيانا يتصرف بجنون"؛ وفق وصفه.
وأكمل: "أتمنى ألا ننزلق لأكثر من هذه الخطوة الخطيرة".