فلسطين أون لاين

23 عامًا على اغتيال المهندس يحيى عياش

...
​غزة/ أدهم الشريف:

في الخامس من يناير/ كانون الثاني لعام 1996، اغتالت (إسرائيل) القيادي البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، المهندس يحيى عياش، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا التاريخ مهمًا بالنسبة للشعب الفلسطيني.

واستشهد عياش بغزة بعد سنوات طويلة من مطاردة جيش الاحتلال، إثر وضع شحنة متفجرة في هاتف متنقل كان يستخدمه لإجراء بعض الاتصالات.

وتعود أصول عياش إلى قرية رافات شمال الضفة الغربية المحتلة، التي ولد بها في السادس من آذار/ مارس عام 1966م، وفي كنف بيت متدين عاش طفولة هادئة.

وفي عام 1984، حصل عياش على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة بديا الثانوية بمعدل 92,8% والتحق بجامعة بيرزيت لدراسة الهندسة الكهربائية وكان من أنشط الطلاب في كليته ضمن إطار الكتلة الإسلامية، وشارك في مواقع ومراحل الصراع والاحتكاكات المباشرة مع الاحتلال آنذاك.

وتخرج من الجامعة عام 1991م بتفوق وتزوج من ابنة خالته بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر 1992م، ورزق منها طفله الأول براء في 1 كانون الثاني (يناير) 1993م وكان حينها مطاردًا، وقبل استشهاده بيومين فقط رزق بابنه الثاني عبد اللطيف تيمنا باسم والده غير أن العائلة أعادت يحيى إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم يحيى.

وكان عياش قد أدرك معادلة التعامل مع الاحتلال منذ أن لمست يداه أول سيارة مفخخة أعدها لاستنهاض الشعب الفلسطيني بكافة قطاعاته ومختلف تياراته نحو مقاومة شاملة للاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة ومفردات القوة، ولذلك أعلن زعماؤه وقادته بأسهم واعترفوا قائلين: "ماذا نفعل لشاب يريد الموت".

وتقول كتائب القسام على موقعها الالكتروني إن "المهندس عياش هو عنوان الأسطورة الفلسطينية الحقيقية التي جددت الأمل وقتلت اليأس وأعادت الحياة إلى روح الجهاد والمقاومة في فلسطين".

وتؤكد الكتائب أن عبقرية القائد عياش نقلت المعركة إلى قلب المناطق الآمنة التي يدعي الاحتلال أن أجهزته الأمنية تسيطر فيها على الوضع تماما. فبعد العمليات المتعددة التي نفدت ضد مراكز الاحتلال والدوريات العسكرية نفذ مقاتلو حماس بتخطيط من قائدهم عياش عدداً من العمليات، أهمها:

1- 6 نيسان 1994 الشهيد رائد زكارنة يفجر سيارة مفخخة قرب حافلة إسرائيلية في مدينة العفولة مما أدى إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح ما لا يقل عن ثلاثين. وقالت حماس آنذاك إن العملية هو ردها الأول على مذبحة المصلين في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل.

2- 13 نيسان 1994 الشهيد عمار عمارنة، ينفذ عملية استشهادية عبر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه وفجرها داخل حافلة إسرائيلية في مدينة الخضيرة داخل الأراضي المحتلة، مما أدى إلى مقتل 5 إسرائيليين وجرح العشرات.

3- 19 تشرين أول 1994 الشهيد صالح نزال، ينفذ عملية استشهادية داخل حافلة ركاب إسرائيلية في شارع "ديزنغوف" في "تل أبيب" مما أدى إلى مقتل 22 إسرائيليًا وجرح 40 آخرين.

4-25 كانون أول 1994 الشهيد أسامة راضي، ينفذ عملية استشهادية قرب حافلة تقل جنودًا في سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال في القدس ويجرح 13 جنديا.

5- 9 نيسان 1995 حركتا حماس والجهاد الإسلامي تنفذان عمليتين استشهاديتين في مستوطنات غزة، ما أدى إلى مقتل 7 مستوطنين ردًا على جريمة استخبارات الاحتلال تفجير منزل في حي الشيخ رضوان في غزة أدى إلى استشهاد نحو خمسة فلسطينيين وبينهم الشهيد كمال كحيل، أحد قادة مجموعات القسام.

6- 24 تموز 1995، استشهادي من القسام، ينفذ عملية داخل حافلة ركاب إسرائيلية قرب "تل أبيب" مما أدى إلى مقتل 6 إسرائيليين وجرح 33 آخرين.

7- 21 أب 1995، عملية استشهادية داخل حافلة إسرائيلية في حي "رامات اشكول" بالقدس المحتلة، أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح وقد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش مسؤوليتهم عن العملية.

ووصل مجموع القتلى على يد المهندس عياش وتلاميذه إلى 76 إسرائيليًا وجرح ما يزيد عن أربعمائة آخرين، وهذا رقم قياسي.

وأيقن الاحتلال أن بقاء عياش على قيد الحياة يشكل خطورة لهم، ففي 5 يناير عام 1996، وبعد أشهر طويلة من الجهاد والمقَاومة ضد قوات الاحتلال، كان الموعد مع الشهادة.

واغتيل يحيى عياش في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وذلك باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه أحيانا، ليمضي المهندس يحيى عياش، بعدما أدى الأَمانة، ليخرج في جنازته نحو نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة وحده.