ما الجاسوس؟! عباس يخلط المفاهيم. عباس رئيس حركة فتح المحترمة يضع تعريفًا جديدًا للجاسوس؟! التعريف القديم يقول: الجاسوس من يخون وطنه، ويقدم معلومات استخبارية للعدو. الجاسوس من يتجسس لصالح العدو حبًّا وولاء، أو بيعًا وشراء. هذا هو الجاسوس في التقاليد الفلسطينية والعالمية. أما الجاسوس بحسب رئيس فتح في انطلاقتها الرابعة والخمسين فهو: من يمنع إيقاد شعلة انطلاقة فتح في غزة؟! وبناء على تعريف الرئيس فليس في بيت الحكم في رام الله جواسيس؟! مراكز الحكم هناك فيها جواسيس فقط بالتعريف القديم.
إنك إذا نسقت مع العدو، وأعطيته معلومات استخبارية عن حماس والمقاومة، والمطاردين، فأنت لست جاسوسًا، لأنك تشارك في إيقاد شعلة الانطلاقة للمارد الأصفر.
للأسف في القدس لم توقد الشعلة لأن من في القدس، كمن في غزة، جواسيس؟! وقد مرّ على تاريخ ثورة فتح المحترمة مئات الجواسيس من قبل، وهم الآن في مزبلة التاريخ، كما قال رئيس حركة فتح. إن إيقاد الشعلة عمل كبير ، إنه أكبر من الوحدة الوطنية؟! ولأن إيقاد الشعلة عمل كبير ويحرق الجواسيس، فإن منع إشعالها ينشر الجاسوسية في جسد الوطن والثورة؟!
فتح الإصلاحية ترى أن تعريف الرئيس هابط؟! وأبو مرزوق يعدّه تخوينًا لنصف الشعب؟! وتكريسًا للانقسام. ودحلان يطالب بقيادة تفهم الشعب وتوحده، ولا تتربع على كرسي التنسيق الأمني.
من اتهموا الرئيس بخلط المفاهيم، والخطاب الهابط، نسوا أن الرئيس بدأ خطابه بقوله: القدس ليست للبيع؟! أليس هذا هو الكلام الوطني الكبير؟! من يجرؤ على بيع القدس؟! لا لترامب. ولا لصفقة العصر. ولا لبيع القدس؟! هذا كلام وطني يشبه كلام القدماء: لا لبيع فلسطين؟! فلسطيني لم تُبع، ولكن احتلت، والقدس لم تُبع ولكن احتلت؟! وحين نردد معا وبصوت مرتفع: لا لبيع فلسطين، ولا لبيع القدس، فإن هذا من شأنه تحرير فلسطين والقدس؟! يا إلهي؟!
يمكن أن يتنازل رئيس فتح عن صفد؟! لا عيب في ذلك، فهذا ليس بيعًا؟! ويمكن أن يتنازل عن فلسطين ٤٨م، وهذا ليس بيعًا؟! القديم عليه رديم؟! ويمكن أن ينسق أمنيًّا مع العدو، وهذا ليس بيعًا ولا شراء؟! من يمنع الشعلة فهو يبيع برخيص؟!
إذا كانت القدس ليست للبيع، فكم هي موازنة القدس في موازنة السلطة؟! وما إجراءات منع تهويدها، وتهجير رجالها الأقوياء منها؟! ما خطة السلطة لحماية أرض القدس ومقدساتها؟! ما برامج الرئيس لحماية ثقافة القدس وبناتها؟! القدس ليست للبيع. ولكن كيف؟!