قائمة الموقع

غزة في 2018.. لوحة صمود بوجه آلة الحرب الإسرائيلية

2019-01-01T11:45:10+02:00

جزم خبيران في الشأن العسكري، أن قطاع غزة شكل بصورة قاطعة على مختلف جبهاته لوحة صمود لافتة مع تواصل العدوان الإسرائيلي خلال عام 2018 المنصرم.

وفي مقابل هذا الصمود، أكد الخبيران أن استخدام الاحتلال كميات هائلة من الذخائر المدفعية والجوية على الشريط الساحلي المحاصر الذي لا يخلو مربع واحد منه من السكان المدنيين، يمثّل جريمة حرب متكاملة الأركان.

وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي في إحصائية نشرها الاثنين 31 ديسمبر/ كانون الأول 2018، أن طيرانه الحربي شن 865 غارة جوية على قطاع غزة، بواقع أكثر من هجومين يوميًّا، خلال عام 2018.

وخرقت هذه الغارات التي أتت على مدار أيام العام حالة التهدئة المفروضة التي جرت برعاية مصرية بين المقاومة والاحتلال، التزامًا بمقررات اتفاق عام 2014 في العاصمة المصرية القاهرة، الذي جرى إبان العدوان على القطاع.

ويقول أستاذ العلوم العسكرية والإستراتيجية د. هشام المغاري، إن القراءة المتأنية لأعداد الغارات الجوية لطائرات الاحتلال على قطاع غزة، تشير إلى أنها كمية مهولة من النيران، وذلك إذا ما ربطت بوجود حالة تهدئة، وعدم وجود عدوان أو اشتباك مسلح مستمر.

ورأى المغاري في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الاستخدام الأوسع لسلاح الجو ضد قطاع غزة، أتى بعد الحروب الثلاث التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، وإدراكه من نتائجها أنّ استخدام القوة البرية ستترتب عليها خسائر كبيرة، وأن بإمكانه الاعتماد على الطيران بما يمثل من سلاح فعّال بعيد عن أي خسارة.

ورغم كثافة نيران الطيران الحربي الإسرائيلي، لو قورنت بضيق المساحة التي يمثلها قطاع غزة، فإنها -برأي الخبير العسكري- لم تفلح البتة في تحقيق أي من الأهداف التي تزعزع ثقة وقوة المقاومة من جهة، والحالة الشعبية الحاضنة للمقاومة من جهة أخرى.

لوحة صمود

وأكد المغاري أن قطاع غزة شكل فعليا لوحة صمود لافتة، لا يمكن الشك بها مطلقا، أمام العدوان الإسرائيلي الجوي المتكرر خلال العام الماضي، مستدلًا على ذلك باستمرار حالة التأييد الشعبي للمقاومة، وعدم تهاون وتراخي الأخيرة أمام أي تصعيد وعدوان على شعبنا.

ورجح إمكانية سقوط دول في حال استخدم ضدها هذا العدد من النيران والغارات الجوية الذي استخدم ضد قطاع غزة العام المنصرم، مؤكدًا أنّ شن الاحتلال 865 هجومًا جويا على القطاع الذي يعج بالسكان ولا يخلو جزء منه من المنازل المدنية يمثل جريمة حقيقية مكتملة الأركان.

لغة العاجز

وقال الخبير في الشأن العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، إن الغارات الجوية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة خلال العام المنصرم، تمثل بوضوح "لغة العاجز"، غير القادر على فرض سياساته وأجندته وحلوله لأي من المشاكل التي تعترضه.

وأشار الشرقاوي لـ"فلسطين" إلى أنه ورغم كثافة النيران المستخدمة ضد القطاع من الجو، سواء كانت ضد مواقع مدنية أو خاصة بالمقاومة، فإنها لم تزحزح حالة الصمود، ولم تحقق أيا من أهدافها.

ورغم عدم امتلاك المقاومة ما يمكن به صد هذه الغارات الجوية، فإن الخبير الشرقاوي يقول إنّ صمود قطاع غزة مثّل "معجزة بكل المقاييس"، في وقت أراد الاحتلال إحداث حالة استنزاف واضحة للمقاومة، وإشغالها، عوضا عن محاولة إرباك الحالة الشعبية.

وشدد على أن استخدام العدد المهول من الذخيرة عبر الجو ضد قطاع غزة صغير المساحة الجغرافية والمكتظ بنحو مليوني إنسان "جريمة حقيقية يتغافل عنها المجتمع الدولي"، مضيفًا أن مهاجمة القطاع بالطيران الحربي الذي لا يُستخدم إلا في الحروب، يعد خروجا سافرا عن قواعد القانون الدولي.

اخبار ذات صلة