قائمة الموقع

التزييف والتحريف.. نهج الاحتلال لادعاء ملكية فلسطين

2019-01-01T08:23:32+02:00
منحوتات تعود للعصر الروماني عثر عليها في مدينة بيسان

لم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلية بسرقة أرض فلسطين التاريخية، بل زادت عليها بتزييفها وتحريفها للتراث والآثار الفلسطينية بزعم أنها تدلل على ملكية الأرض الفلسطينية لليهود في محاولة لإثبات وجود الهيكل المزعوم، برغم أن القانون الدولي يمنع الاحتلال من سرقة الآثار الموجودة في الأراضي المحتلة.

وعرضت "الإدارة المدنية" الذراع التنفيذية للاحتلال في متحف "أرض الكتاب المقدس" الذي افتتحته في مدينة القدس المحتلة آثارًا فلسطينية مسروقة، حسبما ذكرت صحيفة "هارتس" العبرية في عددها الصادر الاثثنين 31 ديسمبر/ كانون الأول 2018.

رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى د.ناجح بكيرات، أكد أن الاحتلال من عام 1948 قائمٌ على دعامتين أساسيتين، هما التزوير والهدم والتدمير، مبيّنًا أنه في كلا الحالتين ندرك أن الاحتلال سرق الأرض الفلسطينية وسمّاها أرض (إسرائيل).

وبحسب تقرير "هآرتس" فإن ملف الآثار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يديره عالم آثار إسرائيلي برتبة ضابط يخضع للإدارة المدنية كما يدير "سلطة الآثار في الضفة الغربية".

ولفت بكيرات لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال غيّر (3750) اسمًا من أسماء عربية فلسطينية لأسماء توراتية، عدا عن تغييره لكثير من المعالم في الأرض نتيجة الحفريات، إضافة لتدمير كل المعطيات الحضارية التي تدلل على الجذور الفلسطينية وتقديمها للعالم أنها معطيات يهودية.

يذكر أن الاحتلال منذ عام 1967 استولى على حوالي 40 ألف قطعة أثرية من المكتشفات الأثرية الفلسطينية.

ومثالًا على التحريف، فإن النجمة الثلاثية التي يقدمها الاحتلال، في الأصل هي نجمة سداسية تتوسطها كلمة "الله" كانت العملة الرائجةفي الفترة الأيوبية، كما توجت بها بعض أسوار القدس، وكذلك الأمر مع الحجارة التي سقطت من جدار المسجد الأقصى مؤخرًا سرقها الاحتلال وقدمها على أنها من حجارة الهيكل المزعوم، وفقًا لبكيرات.

وأشار إلى أن الاحتلال لا يزال يمارس كذبه وتزويره من أجل قلب الحقائق وتغييرها.

ومضى بالقول: "حسب اتفاقية جنيف 1954 واتفاقية لاهاي يحظر على الاحتلال تنفيذ أية حفريات أو سرقات في الأرض الفلسطينية، كما أن قانون اليونسكو، وما شرعته من 14 قرار يدين (إسرائيل) نتيجة لحفرياتها وسرقتها لبعض الممتلكات المعمارية والثقافية الفلسطينية".

يضاف إلى ذلك أن اليونسكو سجلت مدينة القدس على رأس التراث العالمي المهدد بالخطر، وأن هناك آلاف القطع التي تم سرقتها من القدس نتيجة الحفريات الإسرائيلية.

ووفقا للقانون الدولي واتفاقية لاهاي يحظر على الاحتلال نقل آثار أو مقتنيات أو اكتشافات أثرية خارج الأرض المحتلة، كما يمنع القانون الدولي التنقيب والتفتيش عن الآثار في الأراضي المحتلة.

الدور الفلسطيني باهت

وحول الدور الفلسطيني في التصدي لهجمات الاحتلال على الآثار الفلسطينية، أوضح بكيرات أنه ليس بالمستوى المطلوب في الوقوف أمام الهمة الصهيونية، حيث اعتمد على ردود الفعل، في حين الاحتلال يخطط لرواية من أجل اقتلاع الفلسطينيين.

ويرى أنه بإمكان السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الدول العربية والمؤسسات الحقوقية الدولية محاسبة (إسرائيل) على سرقة هذه الآثار.

من جهته، يرى مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، أن الدور الفلسطيني باهت وغير كافٍ لمواجهة رواية الاحتلال، مؤكدًا أنه بحاجة لجهد كبير في تفعيل دور السفارات الفلسطينية في الخارج وتكثيف نشر الرواية الفلسطينية وكل ما يتعلق بالتراث والتاريخ الفلسطيني.

وأكد الحموري لصحيفة "فلسطين" على أن الاحتلال ماضٍ في إقامة المعارض والمتاحف والاحتفالات وغيرها، في سرقة واضحة للتراث الفلسطيني كالكوفية الفلسطينية -مثالًا- في محاولة لإثبات للعالم أنهم أصحاب الأرض منذ آلاف السنين.

ولفت إلى أن عالم الآثار الإسرائيليين والأوربيين أقروا بأن القطع الأثرية المسروقة هي تحريف للتراث الفلسطيني، حتى أن قرارات الأمم المتحدة أقرت بأن ما يدعيه الاحتلال من كون حائط البراق من معتقداتهم هو مجرد كذب، وليس لهم علاقة به.

يضاف إلى ذلك، أن عالم الآثار الإسرائيليين لم يثبتوا حتى الآن أي علاقة للاحتلال بالقدس ولا أرض فلسطيني ولا المسجد الأقصى ولا الهيكل المزعوم، بالرغم من تنفيذها حفريات كبيرة منذ سنوات طويلة، واصفًا ذلك بـأنه "تزوير وتحريف".

ونقلت "هآرتس" عن عالم الآثار الإسرائيلي المناهض للاحتلال، "يوني مزراحي" انتقاداته للتعاون بين جيش الاحتلال وبين علماء الآثار قائلًا: "إن هذا المعرض لا يحمل حكاية، فلا أحد يعرف من أين جاءت القطع المعروضة فيه، هذا ليس معرضًا أثريًّا للآثار بل سرقة".

وتابع: "وفقًا لمعاهدة لاهاي الدولية لا يحق لك القيام بحفريات في أرض محتلة، وفي حال قمت بذلك، يجب أن يكون ذلك لصالح السكان الفلسطينيين، وأن تبقى الموجودات الأثرية في خدمتهم، هذه المعروضات ليست لنا".

وأشار الحموري إلى أن الاحتلال نجح نوعًا ما في إقناع العالم أنهم أصحاب الأرض، لكن التاريخ والآثار تثبت أحقية الفلسطينيين بالأرض.

اخبار ذات صلة