فلسطين أون لاين

أبعاد

​البرازيل تكشف الفشل العربي الفلسطيني؟!!

البرازيل، أكبر دول أميركا اللاتينية. البرازيل قفزت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة من الحضن العربي الفلسطيني إلى الحضن الإسرائيلي الأميركي. البرازيل برئاسة بورسنارو قررت نقل سفارتها في ( إسرائيل) إلى القدس؟! نتنياهو الذي يشغل رئاسة الوزراء، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع قرر أن يحضر بنفسه حفل تنصيب الرئيس الجديد في البرازيل. نتنياهو يرى البرازيل دولة مهمة له على المستوى الاقتصادي والسياسي، وهي بوابة جيدة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي في أميركا اللاتينية التي كانت أرضا خصبة للعرب والفلسطينيين، لو كان العرب يفقهون، أو يعملون من أجل فلسطين.

النظام العربي فاشل داخليا وخارجيا، هو لم يستطع المحافظة على البرازيل إلى جانبه، هو ربما تركها للنفوذ الإسرائيلي، لأنه لا يرى في (إسرائيل ) وسياستها الخارجية خطرا عليه؟! الحلفاء على حد تعبير نتنياهو لا يعادي بعضهم بعضا. النظام العربي يقول: ما الذي يمكن أن يحدث من نجاح الدبلوماسية الإسرائيلية إذا ما طورت علاقاتها مع البرازيل والأرجنتين وكولومبيا والمكسيك؟! هل ستنهار الدنيا، إذا ما نقلت البرازيل سفارتها إلى القدس؟! النظام العربي لم يشعر بضرر حقيقي من انتقال السفارة الأميركية إلى القدس، ولن يغضب من نقل سفارة البرازيل؟! والله عيب؟! الغضب لا يليق بالنظام العربي الحكيم؟! النظام العربي يغضب من خاشقجي ولا يغضب من البرازيل؟!

لن يعاقب العرب البرازيل على قرارها؟! والعرب لن يسحبوا استثماراتهم من البرازيل بسبب غضب الفلسطينيين من نقل السفارة؟! ولن يغامروا بإغضاب نتنياهو وهم في حاجة له؟! ولكن خاشقجي يستحق الغضب والعقاب؟!

كانت البرازيل والهند من دول عدم الانحياز، التي تقف بجوار عبد الناصر في مناصرة الحقوق الفلسطينية. مات عبد الناصر، وتيتو، ونهرو، فأين هي دول عدم الانحياز الآن؟! أين هي الهند والبرازيل والأرجنتين؟! ثم أين هي السفارات ؟!

عباس، وعريقات، والمالكي، وشعث، يتفرغون لمناكفة حماس، ومتابعة عقوباتهم على غزة، ويتركون أميركا اللاتينية تسقط في أحضان تل أبيب، ثم يقولون للشعب إن حماس هي المسئولة عن فشل الدبلوماسية الفلسطينية في أميركا اللاتينية، لأن حماس انقلبت، البرازيل انقلبت، وإذا ما تراجعت حماس عن "انقلابها" ستتراجع البرازيل عن قرارها وانقلابها السياسي، حماس مسئولة عن فشل الدبلوماسية العربية والفلسطينية، ومسئولة عن خرم الأوزون أيضا!.