فلسطين أون لاين

​عباس يفي بوعده للاحتلال.. التنسيق الأمني يبلغ الذروة

...
رام الله / غزة - طلال النبيه

لا يزال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومسؤولوه المطبقون لأجندته السياسية والأمنية متمسكين بمنهج التنسيق الأمني و"تقديسه"، مع مرور أكثر 25 سنة على توقيع اتفاق "أوسلو" وإقرارهم بفشله.

تلك السياسة التي ينتهجها عباس تحاول تقويض العمل المقاوم، في حين يمارس الرجل الثمانيني في الإطار نفسه شن الاعتقالات السياسية.

وعقدت لقاءات أمنية ومالية وسياسية، بين قادة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، بتوجيهات من عباس، كان آخرها لقاء رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2018م رئيس (شاباك) الإسرائيلي نداف أرغمان، وضباطًا من جيش الاحتلال.

ولم تقف تلك اللقاءات على مستوى وزراء حكومة رامي الحمد الله، بل تواصل عقدها بين الأخير ووفود الاحتلال، في مدينة رام الله، حيث اجتمع ووزيراه: الشيخ، وشكري بشارة وزير المالية والتخطيط بوزير مالية الاحتلال موشيه كحلون، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال سابقًا في الضفة والقطاع يؤاف موردخاي.

وأكد عباس خلال لقائه أعضاء من الكنيست "الإسرائيلي" في مقر المقاطعة برام الله أن الأجهزة الأمنية تحافظ على التنسيق الأمني يوميًّا مع المؤسسة الأمنية للاحتلال.

وقبل أيام تفاخر عباس بإحباط أجهزة أمن السلطة عمليات فدائية في الضفة الغربية، معلنًا أن 10% من الأموال والمعدات التي عجزت السلطة عن ضبطها وصلت إلى المقاومة هناك، ونفذت بها العمليات الأخيرة ضد الاحتلال، واصفًا الفدائيين بـ"القتلة".

وفي لقاء سابق بين عباس وأرغمان أكد عباس أنه ناقش قضايا التنسيق الأمني، قائلًا: "فيما يتعلق بالملف الأمني إننا متوافقان على 99% من القضايا".

تلك اللقاءات ترجمت واقعًا على أرض الميدان، إذا لاحقت أجهزة أمن السلطة وعناصرها ذوي وأصدقاء الشهيد أحمد جرار، منفذ عملية نابلس الفدائية، التي أدت إلى مقتل مستوطن من البؤرة الاستيطانية "حفات جلعاد".

ووفق ما ذكرت وسائل الإعلام العبرية إن الاحتلال الإسرائيلي تلقى معلومات من أجهزة أمن السلطة، تتعلق بمكان جرار في جنين.

نفى المتحدث باسم أمن السلطة اللواء عدنان الضميري ذلك، لكن استمرت السلطة على مدار 2018م في عمليات حماية المستوطنين الذين يقتحمون محافظات الضفة الغريبة، وإعادتهم إلى مستوطناتهم.

وسلمت أجهزة أمن السلطة في 21 شباط (فبراير) 2018م ثلاثة مستوطنين دخلوا منطقة "أبو اكتيلة" وسط مدينة الخليل، بعد أن اكتشفهم مواطنون، وسلم جهاز الارتباط التابع للسلطة تسعة مستوطنين دخلوا إلى مدينة نابلس، بعد أن ادعوا أنهم ضلوا الطريق، في السابع من آب (أغسطس) 2018م.

وتدخلت أجهزة أمن السلطة لحماية جنديين في جيش الاحتلال، اعترض شبان طريقهما بعد اكتشاف أمرهما، وسط مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، في شباط (فبراير) 2018م.

وساهمت أجهزة أمن السلطة في اعتقال قوات الاحتلال خلية "علار" بطولكرم، إذ كشفت حقل ألغام وضع في طريق يسلكه جيش الاحتلال هناك.

وفي منتصف تشرين الآخر (نوفمبر) 2018م تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للعقيد أحمد أبو الرب، مدير شرطة محافظة الخليل، وهو يغير إطارات مركبة عسكرية لقوات الاحتلال في الضفة.

في المقابل لم تتوقف الأجهزة الأمنية عن ملاحقة الأسرى المحررين والمواطنين، إذ شنت حملة اعتقالات، في أيلول (سبتمبر) 2018م.

ووفق بيان لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية إن اعتقالات السلطة شملت: 86 أسيرًا محررًا، و77 معتقلًا سياسيًّا سابقًا، و17 طالبًا جامعيًّا، وصحفيين اثنين، وأربعة معلمين، وأربعة أئمة مساجد.