قائمة الموقع

"وادي حلوة" بين خطر الانهيارات الأرضية وهاجس التهجير

2018-12-30T09:08:22+02:00
صورة أرشيفية

في الوقت الذي تكرس فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلية جهودها لبناء الأنفاق أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وتهرب السلطة في رام الله من مسؤوليتها تجاه حي "وادي الحلوة" ببلدة سلون جنوب الأقصى الأكثر استهدافاً من حفريات الاحتلال، بات أهالي الحي المقدسي بين خطري التهجير القسري والانهيارات الأرضية.

وأفادت مصادر مقدسية أمس، أن أهالي حي وداي حلوة عثروا على حفرة جديدة في أحد شوارع الحي نتيجة الانهيارات الأرضية بفعل هطول الأمطار بغزارة في اليومين الماضيين، مشيرةً إلى أن هذه هي الحفرة الرابعة في نفس المنطقة خلال الشهر الحالي.

وذكرت المصادر أن هذه الحفرة هي الأكبر والأعمق منذ سنوات، حيث إن مساحة فتحتها بلغت نحو ستة أمتار وعمقها أربعة أمتار.

مدير مركز معلومات وادي حلوة في سلوان جواد صيام، أوضح أن الاحتلال يعمل بهذه الحفريات منذ عام 2007، من أجل تهجير السكان الفلسطينيين تمهيدًا لإثبات "الهيكل" المزعوم أسفل المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن هذه الحفريات ألحقت ضررا وخرابا في منازل وشوارع الحي.

وأشار صيام خلال حديثه لـ"فلسطين" إلى أن جمعية "العاد" الإسرائيلية تشرف على هذه الحفريات بدعم كامل وشامل من حكومة الاحتلال.

وحول الضرر الذي أحدثته هذه الحفريات، قال: "في فصل الشتاء وبعد هطول الأمطار تتعرى بعض الحفريات ما يُحدِث تهاوي شوارع الحي، كما حدث في انهيار أرضي في شارع بالقرب من مسجد العين، وكما حدث في الأسابيع الماضية، إضافة إلى حدوث تشققات كبيرة في جدران منازل المقدسيين".

ويصف المقدسيون هذه الانهيارات بـ"الموسمية" لأنها تأتي مع المنخفضات الشتوية كل عام.

خطر التهجير


ونبّه صيام إلى أن بلدية الاحتلال في مدينة القدس تعمل بشكل كبير على دعم المستوطنين للسيطرة على منازل الحي من خلال إجراءات عدة، أبرزها إخطار السكان بإخلاء منازلهم المتشققة، ومن ثم إعلانها مناطق خطرة غير صالحة للسكان، مشيراً إلى أن هذه واحدة من خطط الاحتلال لتهجير المقدسيين.

وبعد إعلان هذه المنازل مناطق خطرة يتم تهجير سكانها، ويحاول المستوطنون تسوية الأمر مع السكان من خلال صفقات بيع يدفعون خلالها ملايين الدولارات لمغادرة المنطقة، وفقاً لصيام.

وأكد رفض المقدسيين المتواصل لعروض المستوطنين في شراء منازلهم، حيث يريد المستوطنون الحي خالياً من السكان الفلسطينيين، ما يجعلهم يختلقون مشكلات وأزمات للسكان عبر العقاب الجماعي والضرائب الباهظة والمخالفات والملاحقات في شتى نواحي الحياة.

وتابع بالقول: "هذه المنطقة لها أهمية للمستوطنين حسب معتقداتهم، حيث تعد المدخل الجنوبي للهيكل المزعوم".

التهرب من المسؤولية


وحول تقصير السلطة الفلسطينية ومؤسساتها الرسمية تجاه حي وادي حلوة، قال صيام: "هذه منطقة مستهدفة ومتروكة، ويوجد إهمال كامل لها، فهي محتلة منذ عام 1967 ويسري عليها ما يسري على الخان الأحمر، وهذا الحي لا يقل أهمية عن الخان الأحمر".

ويضيف: "بل زد عليها أن هذه المنقطة مأهولة سكانياً قبل قيام كيان الاحتلال، وأنها منطقة تاريخية وفيها منازل بنيت منذ العصر العثماني، وذات أهمية عالية".

وأكد أن المؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية تتهرب من مسؤوليتها تجاه حي وادي حلوة بشكل خاص، ولم يسبق أن زار مسؤول فلسطيني هذه المنطقة حتى أنها لم توجد على هوامش جداول أعمالهم، "في حين نرى اهتمامًا منقطع النظير من قادة الاحتلال ومؤسساته الذين يزورون المنطقة دوريًا".

وطالب قيادة السلطة ومؤسساتها بدعم المقدسيين من أجل ترميم هذه المنازل والمحافظة على صمود المقدسيين في وجه آلة التهجير الاستيطانية المتسارعة.

ويقطن في وادي حلوة نحو خمسة آلاف نسمة، يعيشون في أكثر من 800 منزل.

وبيّن صيام أن بلدية الاحتلال أخطرت أربعة منازل، والعدد مرشح للزيادة في هذه الفترة خصوصًا أن المنقطة تشهد حفريات واسعة، ووتيرة التشققات والانهيارات أصبحت أسرع من السنوات الماضية، مشيرًا إلى وجود 70 منزلًا متضررًا، 15 منها المعيشة داخلها خطيرة.

ولفت إلى أن العمل داخل الحفريات متواصل يوميًّا، وأن أي زيادة في حركة استخراج الأتربة من أسفل منازل المقدسيين قد تؤدي لانهيارات تشمل المنطقة برمتها، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المقدسيين هناك.

اخبار ذات صلة