فلسطين أون لاين

​لليوم الـ82 وسط الخليل

أسرة الجعبري تواصل اعتصامها للإفراج عن جثمان نجلها

...
صورة أرشيفية
الخليل/ طلال النبيه:

"أولادنا في ثلاجات اليهود ودرجة الحرارة 30 تحت الصفر ولا أحد يتحرك"، بتلك الكلمات، عبر الحاج عبد الفتاح الجعبري، والد الشهيد رائد، عن ألمه، مع استمراره في الاعتصام المفتوح وسط مدينة الخليل، للمطالبة باسترداد جثمان نجله وجثامين الشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال.

وقال الجعبري في حديث لـصحيفة "فلسطين": "رغم الأمطار والبرد مستمر في الاعتصام، وحتى لو نزل علينا الثلج، لن نتراجع إلا بعودة جثمان نجلي رائد وجثامين الشهداء المحتجزة من الضفة الغربية وقطاع غزة".

واشتكى الجعبري من قلة تفاعل مسؤولي السلطة الفلسطينية بالمشاركة في خيمة الاعتصام، على دوار بن رشد وسط الخليل، قائلاً: "للأسف لا يوجد أي دور للسلطة، وأتحدى إذا أي أحد من المحافظ أو رئيس البلدية، شاركونا، هذا نقوله من حرقان قلبي والأمهات (..) ما في حد يشاركنا".

وشدد على صموده في الاعتصام رغم شدة الأجواء الباردة والأمطار، لافتاً إلى عدم وجود أي جواب شافٍ من سلطات الاحتلال حول جثمان نجله.

وتحت عنوان "شهداؤنا عنوان كرامتنا .. بدنا أولادنا" يشارك أهالي الشهداء في الاعتصام المفتوح مع الجعبري، داعين المؤسسات الحقوقية والدولية والصليب الأحمر للسعي للإفراج عن جثامين أبنائهم.

وتتزين خيمة الاعتصام بصور الشهداء المحتجزين، منهم: "وائل الجعبري، ومحمد الفقيه، وعبد الحميد أبو سرور"، وشعارات تدعو لمحاكمة قادة الاحتلال على احتجاز الجثامين.

ويرفع المعتصمون لافتات ولوحات كتب عليها: "احتجاز جثامين الشهداء جريمة يجب معاقبة الاحتلال عليها دولياً" و"بدنا أولادنا".

واستشهد نجله الشاب وائل، في الثالث من سبتمبر الماضي، بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه، قرب مستوطنة "كريات أربع" شمال شرق الخليل.

وطالب والد الشهيد، القائم على المبادرة، السلطة الفلسطينية بالوقوف مع أهالي الشهداء في تحقيق مطلبهم، واسترجاع جثامين أبنائهم من الثلاجات الإسرائيلية، مستنكراً عدم تواصلهم مع أهالي الشهداء للمشاركة في الاعتصام أو السعي الحقيقي لتلبية مطالبهم في استرجاع جثامين أبنائهم.

ويأتي الاعتصام المفتوح ضمن سلسلة حملات أطلق عليها شعار "بدنا أولادنا"، يشرف عليها أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، البالغ عددهم 38 شهيداً من الضفة الغربية وقطاع غزة.

بدورها أوضحت سلوى حماد، منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء أن حكومة الاحتلال تتعمد المماطلة مع أهالي الشهداء، بادعاء استخدام جثامين الشهداء في التفاوض مع المقاومة في قطاع غزة، بزعمهم أنها تحتجز جنودا إسرائيليين.

وحسب توثيق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، والكشف عن مصيرهم تحتجز سلطات الاحتلال 253 شهيداً في مقابر الأرقام، في حين يبلغ عدد المفقودين 68 مفقوداً.

وبينت حماد في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الحملة الوطنية نجحت في تحرير أكثر من 150 جثمان شهيد، منذ عودة الاحتلال إلى احتجاز جثامين الشهداء في عام 2015.

وحول التواصل مع المؤسسات الحقوقية الدولية، أوضحت حماد أن الحملة تواصلت مع جهات حقوقية ودولية مختلفة، مشيرة إلى تقديمهم مذكرة لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، للمطالبة بتدخل دولي لتسليم جثامين الشهداء التي لم يصلهم رد عليها حتى اللحظة.

وقالت حماد: إن "معركة تحرير واسترداد جثامين الشهداء ليست جديدة، وترتفع حدتها تارة، وتنخفض تارة أخرى"، مطالبة بضرورة الدعم الشعبي لأهالي الشهداء.

وصدّقت الهيئة العامة للكنيست في السابع من مارس الماضي، بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون يتيح احتجاز جثامين منفذي العمليات وفرض شروط على جنازاتهم من "قائد المنطقة" في قوات الاحتلال.