العائلة المسيحية في غزة تحتفل بعيد الميلاد في مخيمات العودة شرق غزة. الخبر في نظري طبيعي، فغزة وفلسطين للمسلم والمسيحي على السواء. والوطنية الفلسطينية الحقيقية تسكن المسجد كما تسكن الكنيسة. حنا عطا الله، ومانويل مسلم الأب كانا حضنا دافئا للحقوق الفلسطينية، وللمقاومين الفلسطينيين، وكلام مسلم: صلِّ فأنت تقاوم، وازرع السلام والمحبة فأنت تقاوم، ما زالت خالدة يتردد صداها في إعلام الجزيرة.
غزة العظيمة، كالقدس العظيمة، لم تفرق يوما بين مسلم ومسيحي في الوطنية، وفي تحمل المسئولية، وقد شاركت الأسرة المسيحية المقاومة همومها، ودقت أجراسها حزنا على فقدان الشيخ أحمد ياسين، وجسّد أبناؤها مقولة (شركاء في الوطن، شركاء في الدم).
مناورات (إسرائيل ) المتكررة للتفريق بين المسلم والمسيحي، وزرع الفتنة بين شركاء الوطن لم تنجح، ولن تنجح، لأن دماء الوطن واحدة، وحين تحتفل العائلة المسيحية بعيد الميلاد شرقي غزة ضمن فعاليات مسيرات العودة، تقول هذا، وتقول ما فوق هذا أيضا.
دولة الاحتلال تمنع المسيحيين من أبناء غزة من الاحتفال بأعيادهم في بيت لحم، فتفتح مسيرات العودة لهم أذرعها مرحبة بهم، ويجتمع الطرفان على مقولة صفرانيوس لابن الخطاب وهو يسلمه مفاتيح المدينة المقدسة، على ألّا يسكن يهود القدس.
اليهود والإسرائيليون قوم مطل، وقوم غدر، والإسرائيليون محتلون، وقد سكنوا القدس واحتلوها غدرا وبقوة السلاح، ولن يخرجوا منها إلّا بقوة السلاح، ووحدة المسلم والمسيحي في الأرض المقدسة، وعندها ستحتفل العائلة المسيحية في بيت لحم والقدس بحرية. إن عدوان الاحتلال لم يقف عند العدوان على الأقصى، ومنع المسلمين من غزة من الصلاة فيه، بل امتد عدوانهم ومنعهم إلى العائلة المسيحية من الصلاة في كنيسة القيامة. الأقصى والقيامة في أسر يهود، خلافا لوصية الفاروق وبطريرك القدس، فمن لهما يا ترى؟