استنكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اتهام مركز "سيمون فيزنتال" اليهودي في أمريكا لها بـ"معاداة السامية"، كما نددت اللجنة المشتركة للاجئين، ومنظمة التحرير بهذا الاتهام.
وقال المستشار الإعلامي لـ"أونروا" في قطاع غزة عدنان أبو حسنة: إن وكالته ملتزمة بقواعد وقوانين وقيم الأمم المتحدة، ولم تكن ولن تكون يومًا "معادية للسامية".
وأوضح أبو حسنة لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن "أونروا" تستنكر هذا الاتهام، مبينًا أن وكالته لا تعرف سبب إدراجها في قائمة نهاية العام التي يعدها هذا المركز اليهودي لـ"أسوأ 10 أعمال معادية للسامية في أنحاء العالم".
ولفت إلى أن وكالة الغوث تتعرض سنويا لأمور مماثلة، لكن جميع دول العالم تعرف أن "أونروا" ملتزمة بقوانين الأمم المتحدة، وأنها "عنصر سلام واستقرار".
ورأى أن أحدًا لن يصدق مثل هذا الاتهام على الإطلاق، مبينًا أن وكالته تكتفي بهذا الرد ولا تعتزم اتخاذ خطوات قانونية.
من جهته قال منسق اللجنة المشتركة للاجئين محمود خلف: إن هذا الاتهام محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لعد "أونروا" "طرفا معاديا" وبالتالي تأليب الرأي العام على هذه الوكالة الدولية لقطع الصلة معها تحت دعاوى "معاداة السامية".
وأضاف خلف، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن هذه "بدعة" من حكومة الاحتلال للنيل مجددًا من "أونروا" الشاهدة على جريمة تاريخية ارتكبها الاحتلال بتهجير الفلسطينيين وهدم البيوت فوق رؤوسهم، ولا يزال 5 ملايين و400 ألف لاجئ فلسطيني يعانون من آثار هذا التهجير حتى الآن.
ولفت في حديث لصحيفة "فلسطين"، إلى أن "أونروا" أنشئت بقرار 302 عام 1949 لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم، لكن وجودها يزعج الاحتلال الذي يحاول تقويض دورها تماما كما حاولت الإدارة الأمريكية التأثير عليها عبر وقف المساهمة المالية في ميزانيتها للتأثير على الخدمات المقدمة للاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وسوريا ولبنان والأردن.
ووصف خلف محاولة الاحتلال إضفاء صفة "معاداة السامية" على وكالة الغوث بأنها "يائسة وبائسة" ومحط إدانة واستنكار.
وأكد أن هذه المحاولة ستفشل، في ظل تكاتف وتأييد دولي للإبقاء على "أونروا" قائمة لتأدية دورها المناط بها وفق القرار الأممي بتأسيسها، وعدم المساس بكينونتها القانونية والسياسية، منبهًا إلى أن دور الوكالة يختلف تماما عن المفوضية السامية للاجئين في العالم.
تحريض على الوكالة
من ناحيته قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي: إن إدراج "أونروا" في هذه القائمة، تحريض على الوكالة وامتداد للحملة المعادية التي تقودها حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية ضدها لإنهاء دورها عبر تجفيف مواردها وحث المانحين على عدم تقديم الدعم المالي لها.
وأوضح أبو هولي في بيان، أن "أونروا" وكالة أممية يحكم عملها ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها السامية وتمارس عملها وفق التفويض الممنوح لها بالقرار 302 في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتلتزم في برامجها التعليمية بالمنهاج التعليمي للدولة المضيفة للاجئين، مستنكرًا اتهام المركز اليهودي لـ"أونروا" باستخدام منهج دراسي يروج لـ"معاداة السامية".
وحذر من أن مركز "سيمون فيزنتال" الذي تقوده جماعات يهودية يهدف من وراء خطوته هذه إلى تشويه صورة "أونروا" أمام العالم لإنهاء دورها كمدخل لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وإسقاط حق العودة لفتح الطريق أمام حكومة الاحتلال لتجسيد ما تسميه "يهودية الدولة" المزعومة.
وأكمل بأن حملة العداء المحمومة التي تستهدف "أونروا" لن تنطلي على المجتمع الدولي الذي أكد دعمه للوكالة وتمسكه بتفويضها في استمرار عملها لحين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا لما ورد في القرار 194.
وأوقفت الولايات المتحدة في 31 أغسطس/ آب الماضي التمويل الذي كانت تقدمه لـ"أونروا"، بعد أن كانت تعد أكبر ممول للوكالة الأممية، حيث قدمت لها أكثر من 350 مليون دولار أمريكي العام الماضي.
وبحسب القناة العبرية الثانية، فإن واشنطن ستعد أن عدد اللاجئين الفلسطينيين نصف مليون فقط، هم من هجرتهم العصابات الصهيونية من مدنهم وقراهم سنة 1948، وليس خمسة ملايين كما تقول "أونروا".